أطلق محمد غياث، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، وعضو مجلس النواب، دعوة ملحة ومباشرة عبر تدوينة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، مسلطًا الضوء على قضية جوهرية تمس آلاف الطلبة المغاربة، تتعلق بمجانية الإنترنت داخل الفضاء الجامعي.
تأتي هذه الدعوة في سياق يطالب فيه المجتمع المدني والأكاديمي بتحديث البنية التحتية التعليمية لمواكبة متطلبات التحصيل الدراسي والبحث العلمي في العصر الرقمي.
“هوة رقمية” وعبء متزايد على الأسر
تحمل تدوينة “غياث” نبرة ناقدة للوضع الحالي، حيث أشار إلى أن “آلاف الطلبة يكافحون يوميًا من أجل التحصيل الدراسي والبحث العلمي، وسط ضعف أو انعدام الربط بالإنترنت داخل فضاءات الدراسة والأحياء الجامعية”.
هذا الإشكال، حسب غياث، لا يقتصر تأثيره على جودة التعليم فحسب، بل إنه “يكرّس هوة رقمية ويزيد العبء على الأسر” التي تضطر لتوفير صبيب الإنترنت لأبنائها على نفقتها الخاصة، وهو ما يشكل تحديًا ماليًا إضافيًا، خاصة بالنسبة للأسر ذات الدخل المحدود.
إن غياب خدمة الإنترنت المجانية والموثوقة داخل الجامعات والمرافق التابعة لها يُعدّ حاجزًا أساسيًا أمام الوصول العادل إلى المحتوى التعليمي الرقمي والموارد البحثية، مما يعيق قدرة الطالب على إنجاز الأبحاث، ومتابعة الدروس عبر المنصات الرقمية، أو حتى التواصل الفعّال في سياق دراسته.
دعوة لمساءلة وزير التعليم العالي
لم يكتفِ غياث بتشخيص المشكلة، بل انتقل مباشرة إلى طرح حل وإجراء مساءلة، حيث أعلن قائلاً: “لذلك دعوتُ إلى مساءلة وزير التعليم العالي حول تعميم هذه الخدمة الحيوية فورًا، لضمان تكافؤ الفرص ودعم نجاح الطلبة”.
وتضع هذه الخطوة ملف الإنترنت الجامعي على طاولة الحكومة والبرلمان، وتحوّله من مجرد مطلب طلابي إلى قضية سياسية تستدعي تدخلًا حكوميًا سريعًا.
فالربط المجاني بالإنترنت لم يعد رفاهية في المؤسسات التعليمية العليا، بل أصبح ضرورة تعليمية حيوية، خاصة مع توجه المغرب نحو رقمنة الخدمات التعليمية وتحديث المناهج الأكاديمية.
انتظار رد الحكومة على “ملف حيوي”
أنهى غياث تدوينته بالتأكيد على الأهمية القصوى لهذا الموضوع، معلنًا: “وأنتظر رد الحكومة على هذا الملف الحيوي، الذي يمسّ آلاف الطلبة ويؤثر مباشرة على جودة التعليم في المغرب”.
إن هذه الدعوة البرلمانية تشكّل ضغطًا إضافيًا على وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار لتقديم خطة عمل واضحة لتأهيل البنية التحتية الرقمية داخل الجامعات.
ويُنظر إلى قضية مجانية الإنترنت في الجامعات على أنها معيار أساسي لقياس مدى التزام الحكومة بتوفير بيئة تعليمية عادلة ومحفزة تضمن لجميع الطلاب، بغض النظر عن وضعهم الاجتماعي والاقتصادي، فرصًا متكافئة للنجاح والتميز الأكاديمي.
إدريس لكبيش/Le12.ma
