هل خلاف ابن كيران والريسوني، يدل على وجود حسابات بين الطرفين تمتد إلى زمن المراهقة السياسية، تصفى اليوم على عهد خريف مشروع الإسلام السياسي في المغرب والعالم الإسلامي؟
الرباط-ج.م le12
خلاف جديد، ذلك الذي ظهر اليوم الإثنين بين عبد الاله ابن كيران، أمين عام حزب العدالة والتنمية، وأحمد الريسوني القيادي الاخواني السابق في تنظيم الاخوان المسلمين.
وقد نشب هذا الخلاف على خلفية قرار وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إعفاء رئيس المجلس العلمي المحلي لفجيج من مهامه.
ابن كيران كتب، في تدوينة نشرها على صفحته بفيسبوك، ردًّا على موقف الريسوني: «اطلعت على ما كتبه الأستاذ أحمد الريسوني بخصوص قرار وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إعفاء رئيس المجلس العلمي المحلي بفجيج».
وأضاف: «مع مودتي للأستاذ أحمد الريسوني وتقديري لمكانته العلمية المحترمة، أرى أنه من حقه انتقاد القرار من حيث طريقة اتخاذه ومسطرته، وكذلك من حيث خلوّه من التعليل والتفسير، شأنه شأن أي قرار إداري».
لكنه استدرك قائلاً: «إلا أنني لا أتفق نهائيًا، ولا أرى من العدل أو الإنصاف، ولا من اللائق، أن تُتَّهَم الوزارة بتشويه الإسلام».
ويرى مراقبون أن موقفي كل من ابن كيران والريسوني من الواقعة لم يكونا موفقين.
فابن كيران، بمخالفته لموقف الريسوني، يُتهم من بعض المراقبين بمحاولة التودد إلى “المخزن الديني”، ممثلاً في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.
أما الريسوني، فبمهاجمته الوزارة دون التثبت من حقيقة الأمر، يُعتبر منتهزًا لواقعة غير واضحة الخلفيات، إما لتصفية حسابات مع “المخزن الديني”، أو لتجديد ولائه لمشروع الإخوان.
الحقيقة التي تجاهلها كل من الريسوني وابن كيران، أن المسؤول المعفى نفسه لم يربط إعفاءه لا بغزة ولا بتازة، بل أوضح السبب بشكل صريح.
ففي تدوينة سابقة، كتب رئيس المجلس العلمي المحلي لفجيج المعفى من مهامه:
“وداعًا رئاسة المجلس العلمي. في هذا الصباح المبارك، استقبلني شيخُنا وعالمُنا الدكتور مصطفى بنحمزة في المجلس العلمي الجهوي، وسلّمني قرار إعفائي من رئاسة المجلس العلمي المحلي لفجيج”.
وتابع:”السبب الذي ركزت عليه اللجنة التي زارت المجلس قبل نحو شهرين هو عدم انتظام حضوري في المجلس، وهذه حقيقة لا أنكرها”.
وختم بالقول: “وما إعفائي إلا انتقال من حركةٍ مقيَّدة بضوابط المجلس العلمي الأعلى ووزارة الأوقاف، إلى حركةٍ لا قيود فيها”.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي يخرج فيها ابن كيران ليسفه أخاه في “الأخونة” الريسوني، كما لم يترك الأخير فرصة تمر دون أن يقطر الشمع على ابن كيران.
فهل ذلك يدل على وجود حسابات بين الطرفين منذ زمن المراهقة السياسية، تصفى اليوم على عهد خريف مشروع الإسلام السياسي في المغرب والعالم الإسلامي؟
