يا له من حدث جلل!.. و يا لها من مغامرة سياسية لم يُكتب لها أن تُسطَّر في صفحات التاريخ، بل ربما في “ستوري” على انستغرام!..
في زمن أصبح فيه الانتماء السياسي يشبه اشتراكاً في “باقة شهرية” على منصة مشاهدة، أتحفتنا الناشطة الفيسبوكية العابرة للأحزاب، السيدة مايسة سلامة الناجي، بما يمكن اعتباره أسرع وأقصر فترة “خطوبة سياسية” في تاريخ الممارسة الحزبية.
أيام قلائل… مجرد “ويكاند” سياسي، وإذا بها تعلن الطلاق البائن من حزب التقدم والاشتراكية.
الناشطة التي استقبلها الأمين العام، نبيل بن عبد الله، بالورود وربما “طاجين بالبرقوق”، عادت لتؤكد أن الانتماء كان مجرد “غلطة مطبعية” في مسارها السياسي.
التبرهيش السياسي… أو “لعب الدراري” بنكهة الفيسبوك
في خرجة (بالتأكيد فيسبوكية، فهل هناك حياة سياسية خارج “اللايف”؟)، ظهرت مايسة بوجه يجمع بين “ضحكة المنتصر” و “دمعة النادم”، وهي حالة شعورية معقدة لا يفهمها إلا من جرّب الانتماء السياسي لمدة يومين ثم قرر الترشح كمستقل.
لقد قررت السيدة المغامرة أن تُلقي عرض الحائط بـ “التزكية” الثمينة التي حصلت عليها، التزكية!.. تلك الورقة التي “تسقط بسببها الأرواح” حسب تعبيرها البليغ.
يبدو أن الناشطة فضّلت أن تكون “شهيدة الانتخابات المستقلة” على أن تكون “مجرد رقم” في كشوفات حزب عريق.
وكأن التزكية الحزبية قطعة “شوكولاتة” سقطت منها على الأرض فقررت رميها بدلاً من مسحها وتناولها.
تخيلوا الحوار الداخلي: “تزكية مضمونة؟ أم مغامرة غير مضمونة؟.. أختار المغامرة! لأن الحياة مغامرة… ولأنني سأجد وقتاً أطول لأُوثّق هذه المغامرة في بث مباشر!”..
الأعذار… أو “ما حاشاه ليها حد”
ولمّا حان وقت “التبرير المضحك المبكي”، أتت الناشطة بجملة من الأعذار التي تليق بنهاية فيلم هندي قصير..
العذر الفلسفي الأنيق.. “لا أريد أن تكون أفكاري وزراً على الحزب..” وكأن أفكارها عبارة عن حمولة زائدة ستتسبب في غرق سفينة الحزب في عرض بحر 2026.
العذر الفلسفي المعكوس.. ثم عادت لتقول إن الحزب “تجاهلها وتم إقصاؤها” و”لم يتم استدعاؤها للأنشطة الحزبية”.
انتظر قليلاً!.. هل تخشى أن تكون وزراً، أم تشتكي من أن الحزب تجاهلها ولم يستدعها لتكون وزراً؟ يبدو أن الحزب أخذ بعذرها الأول بجدية فائقة!..
في أقصر مدة زمنية للانتماء، تمكنت السيدة مايسة من إثبات عجز الحزب عن استيعاب “الفكر المستقبلي العابر للزمن”، وتمكنت أيضاً من إثبات أن الحزب “أقصاها وتجاهلها” لدرجة أنه لم يتصل بها ويسألها: “أين أنتِ يا مايسة؟ لم نركِ في حفلة الشاي الحزبية الأسبوعية!”..
الخلاصة.. مسيرة مستمرة نحو اللاانتماء
الآن، وبعد أن انتهت هذه “الرحلة السريعة” في عالم الأحزاب، تنتظرنا السيدة مايسة كمستقلة لخوض غمار انتخابات 2026.
ولعل شعارها الانتخابي سيكون.. “صوتوا لمن لم يثبت على موقف حزبي لأكثر من 72 ساعة!”..
في النهاية، لا يسعنا إلا أن نرفع القبعة لهذه “المغامرة البطولية” التي تعيد تعريف مفهوم الالتزام السياسي، وتحول الانتماء من “مبدأ راسخ” إلى مجرد “تجربة مستخدم” لا تتجاوز مدة “تثبيت تطبيق” ثم إلغاء تثبيته.
إدريس لكبيش/ Le12.ma

الحزب مؤسسة وليس لوحة لعب الشطرنج .الحزب يبتدئ من الدرب أو الزنقة بالانخراط في الفرع المحلي…المكتب المحلي…..المكتب الإقليمي…..المكتب الجهوي…. المجلس الوطني….اللجنة المركزية…..المكتب السياسي..الرئاسة أوالكتابة الوطنية أو الأمانة العامة.
هنا أريد أن أقول للرفيق نبيل بنعبدالله، لا تتواضعوا إلا للمناضلين ألأقحاح …الكبير كبير بنضاله والتزامه ….أما الضباب فتتقادفه الرياح نظرا لخفته . والله أسرعت يا رفيق.