أثار اللقاء التلفزيوني الخاص الذي استضاف وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أمين التهراوي، على القناة الثانية (2M)، تفاعلاً واسعاً واهتماماً شعبياً وإعلامياً كبيراً، خصوصاً وأنه يأتي في خضم موجة من الاحتجاجات الشعبية المتزايدة المطالبة بتحسين جودة الخدمات الصحية.
إ. لكبيش / Le12.ma
أثار اللقاء التلفزيوني الخاص الذي استضاف وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أمين التهراوي، على القناة الثانية (2M)، تفاعلا واسعة واهتماماً كبيراً في الأوساط الإعلامية والشعبية.
وخصص اللقاء لمناقشة أبرز التحديات والإصلاحات التي يشهدها القطاع الصحي، في ظل مطالب شعبية متزايدة بتحسين جودة الخدمات.
التركيز على تجويد الخدمة والاستجابة للاحتجاجات
جاء اللقاء في وقت حاسم، خاصة بعد تزايد موجة الاحتجاجات والوقفات المطالبة بتحسين أداء المنظومة الصحية العمومية، والتي كان المستشفى الجهوي بأكادير شرارة انطلاقها.
وقد استعرض الوزير التهراوي جملة من المحاور الرئيسية التي تسعى الوزارة لمعالجتها.
وركز النقاش بشكل كبير على تجويد الخدمات الصحية، بدءاً من آليات الاستقبال في المراكز والمستشفيات، مروراً بالتشخيص، وصولاً إلى توفير العلاج.
وفي هذا السياق، كشف الوزير عن مساعي الوزارة لتسريع وتيرة إنجاز مشاريع كبرى، مثل المستشفيات الجامعية في مدن كأكادير والعيون، وإعادة تأهيل واسعة النطاق للمراكز الصحية الأولية.
ملف تسعير الأدوية والصفقات العمومية يطفو على السطح
ولم يغب عن النقاش ملف إصلاح نظام تسعير الأدوية، حيث أكد التهراوي أن هذا الإصلاح يمثل “معادلة صعبة” تتطلب إيجاد توازن دقيق بين مصالح جميع المتدخلين.
وأشار إلى وجود اختلافات في أسعار الأدوية بين المغرب وبعض الدول الأخرى، مشدداً على أن الوزارة تطالب الشركات بتخفيض هوامش الربح بما يضمن توفر الدواء بأسعار مناسبة للمواطن.
كما تطرق الوزير إلى ملف الصفقات العمومية داخل المستشفيات، مؤكداً أن معالجة هذا الملف يجب أن تتم بشكل جذري، وليس مجرد استبدال شركة بأخرى.
وأشار إلى أن هناك “مجموعة من الشركات” تقف وراء اختلالات في الخدمات، مؤكداً أن الإجراءات الإصلاحية تهدف إلى ضمان استمرارية الخدمات دون انقطاع.
هذه حقيقة “طلع للرباط واحتج”
كان من أبرز فقرات اللقاء، توضيح الوزير لعبارته الشهيرة التي أثارت جدلاً واسعاً: “طلع للرباط واحتج”، حيث أكد التهراوي أن العبارة لم تكن موجهة للمواطنين المحتجين، بل كانت موجهة إلى مسؤول في المستشفى الذي لم يتمكن من حل المشاكل إدارياً على المستوى المحلي.
وأوضح الوزير أنه كان في حالة انزعاج بسبب عدم تجاوب المسؤولين الإقليميين والجهويين مع الوضع، داعياً المسؤول الذي عجز عن إيصال المعلومة وحل المشكل إلى “القدوم إلى الرباط” وإيصال التفاصيل لتمكين الوزارة من التدخل معه.
خلاصة
شكل “اللقاء الخاص” فرصة للوزير التهراوي لاستعراض التحديات الكبيرة التي تواجه القطاع الصحي، وتقديم وعود وتوضيحات بشأن الخطط الحكومية.
وقد سلط الضوء على أن الإصلاحات المرتقبة هي إصلاحات هيكلية وعميقة، تمس البنية التحتية، وتجويد الخدمات، وتنظيم سوق الأدوية، وصولاً إلى محاسبة المسؤولين عن الاختلالات الإدارية.
