انفجر جدل سياسي حاد تحت قبة البرلمان، وضع وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، في مواجهة مباشرة مع عبد الصمد حيكر عن المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية.

محور الخلاف يعود إلى تداعيات انتخابات 2021 والادعاءات المستمرة للحزب الإسلامي بشأن عدم تسلمه محاضر التصويت، وهو ما اعتبره لفتيت “انتقائية غير ديمقراطية”.

“في 2016 تسلمتم، وفي 2021 نسيتم؟”

​شهدت جلسة مناقشة تعديل قدمه “العدالة والتنمية” حول معاقبة رئيس المكتب الذي يمتنع عن تسليم محاضر التصويت، تصعيداً من طرف وزير الداخلية.

فقد وجه لفتيت خطابه للنائب حيكر بلهجة حاسمة، مذكراً الحزب بموقفه المتناقض بين انتخابات 2016 و2021.

​وخاطب لفتيت البرلماني قائلاً: “في انتخابات 2016، تسلمتو المحاضر وموقعات تا حاجة، وأعلنتم عن النتائج قبلنا، بينما في 2021 بعد الخسارة تقولون بأنكم لم تتسلموا المحاضر”.

وهو ما يضع علامة استفهام حول دوافع إثارة القضية بالتزامن مع الإنتكاسة التي أصابت الحزب في انتخابات 2021.

لا منطق في الامتناع عن التسليم

​دحض الوزير منطق الادعاء بأن رؤساء المكاتب يتعمدون حرمان ممثلي حزب معين من المحاضر، متسائلاً بحدة: “ما المصلحة التي يجنيها رئيس المكتب من تسليم المحاضر لأربعة ممثلين وترك ممثل واحد دون تسليم؟”.

​كما شدد لفتيت على قاعدة أساسية في العملية الانتخابية: “لا يحق لمن لم يحضر أن يتسلم المحضر”.

وأشار إلى إمكانية أن يغادر ممثل المرشح المكتب طوعاً إذا تبين له أن نتائج احتساب الأصوات ليست في صالح مرشحه.

تحدي الإثبات.. المؤبد لمن يثبت الحق

​رفع وزير الداخلية سقف التحدي مطالباً بتقديم دليل مادي يثبت الامتناع عن التسليم، مُخاطباً البرلماني بحدة: “أعطني كيف ألزم السيد بأخذ المحضر، وعلى أي أساس يقول إن رئيس المكتب امتنع عن تسليمه المحضر؟”.

​ووصل التحدي إلى ذروته عندما دعا لفتيت إلى تغليظ العقوبة على رؤساء المكاتب، بشرط إثبات الادعاء: “أعطني ما يثبت أنك طالبت بالمحضر ولم أُعطِه لك، وحينها نحكم على رئيس المكتب بـ 20 سنة سجنا وليس 5 سنوات فقط، أو نذهب للمؤبد”.

​الديمقراطية.. قبول الخسارة قبل الفوز

​في ختام مداخلته النارية، وضع لفتيت يده على جوهر الخلاف، مؤكداً أن العملية الانتخابية تقوم على مبدأ الثقة. واعتبر أنه “من غير المعقول أن نطلب محاضر التصويت فقط عندما يخسر حزب ما الانتخابات”.

​وشدد وزير الداخلية على أن “العملية الانتخابية دون ثقة غير ممكنة. لا يمكن أن نثق في النتائج عندما نفوز وألا نثق عندما نخسر، لأن هذا لا يعكس روح الديمقراطية”.

​وتلخصت رؤية لفتيت لروح الديمقراطية في جملة واضحة: هي أن “نفرح بالربح ونقبل بالخسارة”، داعياً بذلك “العدالة والتنمية” إلى تجاوز مرارة النتائج وقبول مخرجات العملية الانتخابية التي شارك فيها.

إدريس لكبيش/ Le12.ma

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *