يونس التايب

سواء كنا في مجال كرة القدم، أو في جوانب أخرى من الحياة عموما، يبقى النجاح، في النهاية، نتيجة طبيعية لسلسلة من العوامل المترابطة و المتكاملة؛ وشيء من الحظ؛ و فرص يجب أن تستثمر جيدا، لأنها قد لا تعوض؛ و تفاصيل صغيرة كثيرة لا يجب الاستهانة بها.

في المونديال ما قبل الأخير، بالبرازيل، خسر فريق البلد المنظم، “الكبير” كرويا، بحصة غير مسبوقة في التاريخ على يد ألمانيا.

و في المونديال الأخير، خرجت ألمانيا “الكبيرة” كرويا، من الدور الأول، فيما لم تتأهل أصلا للمشاركة إيطاليا، و ما أدراك ما “السكوادرا أزورا”.

و في ذلك كله، استمرت الحياة بدون توقف، و استمر العمل بدون استهتار، و تم تصحيح ما يمكن تصحيحه بغرض التقدم إلى الأمام و تحقيق الأفضل.

هذه الليلة، نحن حزينون لخسارة فريقنا الوطني لكرة القدم، وبالتأكيد أن الجماهير الوطنية كانت تنتظر الفوز و استكمال المسار.

لكن، رغم كل شيء، علينا أن ننهض و نكمل الطريق، لأننا كسبنا أشياء رائعة خلال هذه التجربة، و جددنا العهد بتلك الروح الخاصة التي في وجداننا عندما يكون الوطن و ثوابته معنيون.

فرحة الاسود بهدف زياش

أتمنى ألا نقسو كثيرا على اللاعبين، في تقييمنا لما حصل اليوم.

 

نحن متخصصون في انتقاد كل شيء، و “خبراء فوق العادة” في كل المجالات، لكن قهر شباب الفريق الوطني الأول بانتقاداتنا اللاذعة، و الإسهاب في تقديم “أكباش فداء” لتحميلها الخسارة، لن يقدم و لن يؤخر.

لنتذكر لأمرابط، و بوصوفة، و بوفال، و زياش، و داكوسطا، و حكيمي، و بلهندة، و غيرهم… ما قدموه لنا من فرحة خلال المباريات السابقة.

و لنعترف أنهم كانوا صادقين و مخلصين و جديين و وطنيين.

و لنستحضر أشياء أخرى جميلة نحملها لهم في ذاكرتنا، و لنتقدم.

الأهم، في نظري، هو أن على المسؤولين أن يستغلوا الروح الوطنية التي تحملها قلوب شباب المغرب، واستعدادهم للتضحية و البدل من أجل مساندة ممثلي المغرب، في كل المجالات، من أجل سن حكامة جيدة في كل القطاعات لتحقيق الأفضل في أوراش حياتنا المجتمعية الأخرى، التي تحدد مسارات حياتنا، و تحكم على واقعنا اليومي.

و أكيد أن لنا مشاريع كثيرة تستحق تلك الروح، و تتطلب الالتحام بالعلم الوطني، و استحضار أمجاد ممكنة في المستقبل.

الانهزام ليس نهاية العالم…. الانهزام محطة… و تستمر الحياة….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *