هـ.ض ــ الدار البيضاء
على غرار نظيراتها بمنطقة الساكنة بالقنيطرة، وأحياء شعبية بفاس وسلا،”الأسواق الشعبية العشوائية” وحدها التي مازالت تستقطب عشرات بل مئات من المواطنين بشكل يومي منذ أن جرى الإعلان عن حالة الطوارئ الصحية بالمغرب.
هي قنابل موقوتة تهدد الجميع بانفجار “كارثي” وبانتشار قد يكون سريعا لفيروس يتربص بكل “تجمع غير محمي”، مالم يجري التفكيك السريغ لـ “الأسواق الشعبية العشوائية”، أو ما تعرف بـ”السويقات”، في أحياء مدينة الدار البيضاء..وغيرهما من المدن المعنية..
ماعنديش باش نعيش
في سوق شعبي بمنطقة الحي المحمدي بالدار البيضاء، كانت الساعة تشير إلى 11.30 السوق كان مكتظا بالزبناء والمارة، أصوات “التبراح بأثمنة الخضر والفواكه”، تغزوا المكان، وعربات كثيرة، وازدحام شديد اختلط مع أشعة شمس ربيعية لكنها في تنهل من يومي صيفي.. كان من الصعب علينا التوغل في السوق، “فين غتمشي.. تدخل تجيب كورونا شخصيا معاك”، انتظرنا قليلا في مقدمة السوق، التقينا بسيدة تضع قطعة من “الزيف” على فمهما في محاولة منها للحماية من الوباء، قالت لنا: “السويقة منين كانتقضاو، حنا ماشي من صحاب المارشي الخضرة فيه غالية، هنا على الأقل كنخدوها رخصية شوية”، من جانبه قاطعها رجل كان يحمل “شاكوش” في اتجاهه إلى “معركة السوق”، قائلا: “بالعربية تاعرابت إلى مشا السوق راه ماعننا مانكالو، أنا كنت خدام فالقهاوي كنمسح الزاج، دابا تسدو علينا، مالقينا مانكلوا ماعنديش باش نعيش، أقسم بالله حتى خارج وحشمان، غنجمع من الخامج واللي شيطة.. خاص يدار لينا شي حل”.

الحجر بالنهار ماشي حتى للستة !
“عربات السويقات بخضرها وفواكها” مازلت تجلب الزبناء في مساحات ضيقة يصعب على المارة اختراقها دون الاحتكاك البدني، ما يعني أن احترام المسافة القانونية منعدمة البتة، مثلها مثل تدخلات السلطات المحلية، حسب ما أكدته مصادر مطلعة، “السلطة كتجي غير من بعد الستة، أما النهار اللي فيه المشكل ماكيانينش”، هكذا تحدثت سيدة من شرفة منزلها بمنطقة الهدى بسيدي مومن، مضيفة “راه مصيبة صافي الحجر الصحي خاصو اكون بنهار ماشي حتى 6 ديال لعشية”.
“خيطي بيطي”.. وقلة الوعي
الأحياء الشعبية بمدينة الدار البيضاء وخاصة التي تضم أسواقا عشوائية من قبيل الحي المحمدي، التشارك، والمسيرة والهراويين، وحي مولاي رشيد، تنذر بأنها قد تعرف ارتفاعا من حيث المصابين بالفيروس، لأن نسبة الوعي بخطورته قليل جدا، يقول يونس العسلي، الناشط الحقوقي لـ”le12.ma“، مؤكدا أن نسبة الفقر والهشاشة التي تعرفها هاته الأحياء مرتفعة جدا، كما أن أغلبهم غير مكترثين بشكل جيد لخطورته. وقال: “واش اعباد الله، منين خرجات ورقة التنقل كلشي تگجگج على المقدم، ومن بعدها كلشي باغي الورقة باش يخرج واخة ماعندو مايديار، بنادم ماتقطعش عليه الخيطي بيطي والخبز”، مشيرا إلى أن نسبة قليلة هي التي تتابع الأخبار المحلية والدولية وأنه على الرغم من مبادرة بعض الفاعلين الجمعويين في هاته المنطق لتوعية المواطنين إلا أن ذلك غير كافي مع “النسبة العالية من الجهل وليس الأمية”. يختم حديثه.

