عندما زرنا مخيمات تندوف و لحظة استقبالنا من طرف قيادة البوليساريو الذي كان من بينهم البشير مصطفى السيد ، كان هذا الأخير عندما يتحدث على الملك لا يصفه إلا “بالشريف” .
وفي حديثه عن الملك و عن المغرب أعاد التذكير بواقعة حدثت لهم عندما تم استقبالهم في أواسط التسعينات بالمغرب.
يحكي البشير بالكثير من الاحترام كيف أن الملك و هو وليا للعهد في ذاك الوقت و عندما أراد التدخين استئذنهم في ذلك.
لقد سجلوا هذا الفعل بأنه فيه احترام كبير لهم من طرف ولي العهد/الملك الحالي.
فهو لم يكن مطالباً بأخذ إذنهم ف “الشريف” في قصره و هو وليا للعهد و مرشحا ليكون ملكاً…
هذه الواقعة بهذه التفاصيل حكاها البشير مصطفى السيد كدلالة على الإحترام الذي يتعامل به ولي العهد/الملك مع الآخرين و معهم…
يحكي البشير كيف كان ولي العهد/الملك يتدخل لأكثر مرة لإيقاف وزير الداخلية القوي آنذاك إدريس البصري عندما كان يحاول التدخل في الحديث بلغته و أسلوبه الفج.
البوليساريو كتنظيم اليوم هما تيارين، التيار الذي تربى في المغرب و عاش هنا قبل أن “يرحل” للمخيمات و مازال يحمل في دمه جينات مغربية و ينظر للملك بأنه ” الشريف” نسبة لنسبه.
و بين التيار الآخر الذي احتضنه و تربى في عش الجنرالات و هم اليوم المتحكمين في زمان التنظيم.
لماذا هذا التفصيل في التمييز بين المجموعتين، فبالعودة لخطاب الملك لم يتوجه فيه لتنظيم البوليساريو، بل إلى ساكنة المخيمات/ المواطنين و الدولة الجزائرية، هل هذا يعني بأن الدولة واعية بكون قيادة التنظيم لا يمكن الرهان عليها مستقبلا بسبب تبعيتها؟.
و هل هناك حاجة لتغيير يحدث في قيادة التنظيم ليعود الصف الذي تم تهميشه المعروف بجماعة “مراكش” نسبة إلى انتماءهم للمغرب الذي سيكون معه الحل السياسي!.
*نوفل بعمري – رئيس المنظمة المغربية لحقوق الإنسان
