تعيش الأقاليم الجنوبية للمملكة أسبوعا رفيع المستوى من الاحتفالات المخلدة للذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، التي تتزامن هذه السنة مع صدور القرار الأممي رقم 2729، والذي جدد من خلاله المجتمع الدولي تأكيد وجاهة الموقف المغربي وسيادة المملكة على أقاليمها الجنوبية.
وقد أضفى هذا التزامن بعدا وطنيا ودوليا على الاحتفالات التي تحتضنها مدينة كلميم، إذ جمعت بين ذاكرة التحرير ومسيرة التنمية المتواصلة تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، في رسالة متجددة لترسيخ قيم الوحدة والوفاء والاعتزاز بالانتماء للوطن.
وفي مشهد وطني مؤثر، نظمت المظينة محاكاة رمزية للمسيرة الخضراء شارك فيها شباب ونساء ورجال المدينة، حاملين الأعلام الوطنية وصور جلالة الملك، ومرددين الأناشيد الوطنية وشعارات المسيرة الخالدة في أجواء مفعمة بالفخر والانتماء والوحدة الوطنية.
وعاشت بوابة الصحراء على إيقاع سهرات فنية كبرى أحياها نخبة من نجوم الأغنية المغربية، حيث تألقت الفنانة الشابة جيلان بأغنيتها الوطنية “ها وليدي” التي أصبحت رمزا لإحياء روح الأغنية الوطنية الحديثة، إلى جانب عروض للفنانين زكريا الغافولي وحميد القصري اللذين قدما باقات من الأغاني الشعبية والكناوية التي ألهبت حماس الجمهور.
وشهدت السهرات تقديم قطع موسيقية متنوعة من قبيل: “لاباس”، “ألو ألو”, “مول الكوتشي” و”أش داك تمشي لزين”، كما مزج الغافولي بين الإيقاعات الشعبية والصحراوية في أغان مثل “لاتكبر الشان” و”حسنة ويا ليلى”، فيما سافر القصري بالحضور إلى عالم الموسيقى الكناوية بمقطوعاته الشهيرة “مولاي أحمد” و”عيشة والحمدوشية”.
وفي مدينة طانطان، تحولت ساحة بئر أنزران إلى منصة للفن المغربي الأصيل، حيث اجتمع نجوم كبار مثل أسماء لمنور وفناير ودوزي وحجيب وغاني القباج ليغنوا بصوت واحد شعار الوطن الخالد: “الله، الوطن، الملك”.
وقد تجاوب الجمهور بحماس كبير مع هذه العروض التي أضفت أجواء من الفخر والاعتزاز الوطني.
كما احتضن المركب الثقافي بالمدينة عروضا مسرحية وسينمائية، منها العمل الكوميدي للثنائي سعيد ووديع، وأفلام مغربية مثل “البطل”، و”ضاضوس”، و“أتومان”.
أما مدينة العيون، فقد تألقت بدورها بسهرات فنية أحياها عدد من الفنانين المغاربة البارزين، بينهم عبد الحفيظ الدوزي وأمين بودشار، الذي عبر عن فخره بالمشاركة في هذا الحدث الوطني قائلا عبر حسابه على (إنستغرام)، “العيون، حان وقت اللقاء… فخر كبير أن أكون جزءا من احتفالات الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء”.
وفي الداخلة، عاشت المدينة على مدى ستة أيام على إيقاع حفلات موسيقية ضخمة شارك فيها نجوم مثل أسماء لمنور، ونجاة عتابو، وحاتم عمور، ونسيم حداد وبوياكي، إلى جانب فنانين صاعدين جسدوا تنوع الألوان الفنية المغربية ومزجوا بين الأصالة والمعاصرة.
وتخللت هذه الفعاليات عروض فنية وثقافية متنوعة، ومعارض للحرف التقليدية والفنون التشكيلية والتصوير الفوتوغرافي، فضلا عن أنشطة رياضية واستعراضية.
كما تم عرض أفلام وثائقية وسينمائية تبرز البعد الإنساني والتاريخي للمسيرة الخضراء وتوثق لمسار التنمية والتحولات العميقة التي شهدتها الأقاليم الجنوبية على مدى الخمسين سنة الماضية.
*عادل الشاوي
