le12.ma

على بعد أيام من الذكرى الـ18 لتصنيفها تراثا لاماديا للإنسانية من قبَل منظمة “يونيسكو”، أطلقت هيئات المجتمع المدني، بشراكة مع “ائتلاف ذاكرة المغرب”، نداء من أجل إعادة الاعتبار لساحة جامع الفنا، التي تقع في قلب المدينة العتيقة بمراكش، ولفنّ الحلقة الذي طبع إحدى أشهر ساحات العالم.

ودعا هؤلاء المهتمون، في “نداء أهل مراكش ومحبيها.. جامع الفناء قضية وطنية كبرى”، إلى “تحرير الساحة من كل معوقات التعبير الفني الإبداعي، لإعادة الاعتبار لفن الحلقة وفنونها وآدابها المتنوعة التي تنتقل من جيل إلى جيل”.

وأبرز البيا ضرورة “إعادة النظر في حدود مجال الترخيص المؤقت لاحتلال الملك العمومي، لترك الفضاء الأكبر في الساحة لما تنفرد به من “حلقات” حكي ملحمي وفرجة ساحرة، وما يميزها كفضاء للقاء والفسحة وتقاسم الفرح والفرجة والإفادة والتعلم والبحث عن المعنى”.

ودعا النداء إلى تخصيص نسبة الثلثين على الأقل من المساحة الإجمالية لـ”جامع الفنا” لتعبيرات التراث اللامادي والفرجة والبهجة، إضافة إلى الحرص على التطبيق السليم لمجال رخصة الاحتلال المؤقت للملك العمومي في الساحة.

وأبرزت الوثيقة التي سيوقع عليها المهتمون بالحفاظ على التراث ضرورة الحفاظ على القيمة العمرانية والتاريخية الفريدة لتحفة “مقر بنك المغرب”، الذي يتجاوز عمره 100 سنة والموجود قبالة الساحة، والتي سبق أن تقرر تحويلها إلى منشأة ثقافية تثري الاحتفاء بذاكرة الساحة وتراثها وأعلامها.

وأفاد النداء بأنه “تم الإجهاز على فن الحلقة والتي تعتبر روح ساحة جامع الفنا وجوهر تفردها”، مبرزة أنه “يجب اليوم أن تصبح قضية إحياء ”ساحة جامع الفناء” وهي صاحبة الفضل على الإنسانية في بزوغ نجم “الاتفاقية الدولية للتراث اللامادي” في 2003، قضية ثقافية وطنية لأهل مراكش ولكل المغاربة”.

وذهب أصحاب النداء إلى أن تصنيف جامع الفنا تراثا لاماديا إنسانيا من طرف اليونيسكو في 18 ماي 2001، “تزامن مع تدشين أحلك عهود عزلة الساحة عن أهل مراكش ومحبيها، بعد أن استنزفت معانيها وخبا إشعاعها الفني الفرجوي وتلاشى عمقها الروحي، لصالح “فوضى البناء” وهيمنة رواج  تجاري ومطعمي عشوائي، يخدم زيفا السياحة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *