أطل ممثل الدبلوماسية المغربية الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير عمر هلال، ليضع النقاط على الحروف بخصوص آخر تطورات ملف الصحراء المغربية، مؤكداً وبشكل قاطع على تراجع خيار الاستفتاء، وتكريس مبادرة الحكم الذاتي كإطار وحيد وواقعي للحل، وذلك خلال حوار تلفزيوني عبر برنامج “بلا قيود” على شاشة “بي بي سي نيوز”.
القرار 2797.. تكريس الحكم الذاتي و”دفن” الاستفتاء
بأسلوبه الهادئ والمحاجج، أكد عمر هلال أن خيار الاستفتاء قد “دُفن نهائياً منذ ربع قرن”، وأن الأمم المتحدة ومجلس الأمن قد شطبا عليه من أدبياتهما، مشيراً إلى أن الجهود الدولية تتركز الآن بشكل حصري على “الحل السياسي التوافقي المقبول من جميع الأطراف”.
وصف الدبلوماسي المغربي القرار الأخير لمجلس الأمن رقم 2797 بأنه “انتصار دبلوماسي كبير” للمغرب تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس.
وبرهن على ذلك بتأكيده أن القرار يكرس بشكل نهائي مقترح الحكم الذاتي، الذي قدمته الرباط عام 2007، باعتباره الأساس والمرجعية الوحيدة لحل قضية الصحراء في إطار السيادة المغربية.
شدد هلال على أن هذا القرار، الذي حظي بثقة المنتظم الدولي، يمثل “فيتو” ضد خيار الانفصال، ويعزز من موقع المغرب الذي يرفض التفاوض على سيادته ووحدته الترابية.
فمضمون القرار واضح، ويشير إلى الحكم الذاتي ست مرات، مما يجعله الإطار الوحيد الذي تنظر إليه الأمم المتحدة كحل عملي وواقعي.
تلطيف الأجواء الإقليمية واحترام الأشقاء.. “العلم الجزائري على رأسي”
ولم يغفل السفير هلال عن التطرق إلى حادثة مقطع الفيديو الذي تم تداوله مؤخراً، والذي ادعى مروجوه أنه تعمّد حجب العلم الجزائري بالعلم الأمريكي قبيل مؤتمر صحفي مشترك مع السفير الأمريكي.
نفى هلال هذه المزاعم بـ”أسلوبه اللبق المعتاد”، مؤكداً أن ما تم تداوله كان مقطعاً مجتزأً لا يعكس حقيقة الواقعة، ومشدداً على أن هذا التصرف “ليس من أخلاقه ولا من مبادئه”.
وفي رسالة واضحة لا تقبل التأويل، عبر الممثل الدائم للمغرب عن احترامه العميق لرمزية دولة الجوار، قائلاً: “العلم الجزائري على رأسي وأُقبّله”.
وأوضح هلال أن المبادرة المغربية للحكم الذاتي لا تهدف فقط إلى تسوية النزاع، بل تتجاوز ذلك نحو تحقيق هدف أسمى، وهو تلطيف الأجواء الإقليمية وإعادة بناء الثقة مع الجارة الجزائر، ترسيخاً لمبدأ حسن الجوار، خدمة لمصالح شعوب المنطقة المغاربية التي طالما تضررت من هذا “الصراع المفتعل”.
الحكم الذاتي.. رؤية مغربية لإعادة بناء المنطقة
في ختام مداخلته، أكد عمر هلال أن مقترح الحكم الذاتي في ظل السيادة المغربية لا يمثل حلاً إدارياً أو سياسياً فحسب، بل هو رؤية استراتيجية تهدف إلى طي صفحة التوتر الذي عطل مسار اتحاد المغرب العربي لعقود.
وشدد على أن المغرب، الذي استثمر أكثر من 10 مليارات دولار في تنمية أقاليمه الجنوبية، يمد يده بصدق للجميع للانخراط في حل تفاوضي، مع الإبقاء على ثوابته الوطنية “خطوطاً حمراء” لا تقبل التنازل.
