شهدت مدينة الفنيدق، خلال اليومين الماضيين (الأحد والاثنين)، توافد الآلاف المهاجرين المغاربة نحو سواحل مدينة سبتة المحتلة، في وقت تشهد فيه العلاقات بين البلدين توترات حادّة.

وأعلنت السلطات الإسبانية، في وقت سابق، وصول أكثر من 5 آلاف مهاجر إلى مدينة سبتة المحتلة، خلال يوم أمس، ليشكلوا رقما قياسيا لعدد المهاجرين الوافدين في يوم واحد.

للحديث عن هذا الملف أجرت الجريدة “le12.ma” الإلكترونية اتصالا هاتفيا مع عادل تشيكيطو، رئيس العصبة المغربية لحقوق الإنسان، وكانت هذه إجاباته عن أسئلتنا.

حاوره: المصطفى الحروشي

*كيف تابعتم كعصبة عملية “الحريك” الجماعي من مدن الشمال تجاه سبتة المحتلة؟

ما يقع الآن في مدينة الفنيدق من عمليات النزوح الجماعي نحو سبتة المحتلة يؤكد فشل السلطات الذريع في التعاطي مع مطالب الساكنة واكتفاءها بتقديم حلول تسويفية لا يمكنها أبدا تملأ أن طنجرة البسطاء من أبناء هذه المنطقة بما يحفظ كرامتهم أما عائلاتهم وذويهم.

وهنا لا بد أن أذكر بموقف العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان خلال أول جمعة احتجاج للمواطنين هناك، والتي صادفت يوم 5 فبراير 2021، إذ أكدنا أن تعامل السلطات مع الاحتجاجات بمقاربة أمنية، وفتح الحوار على قاعدة حلول لا يمكن تنفيذها إلا على مدىً متوسط، لا يمكنه إلا أن يزيد من تأزيم الوضع، وتعميق هوة الأزمة وتوسيع قطر دائرة الثقة، وهو ما وقع الآن، إذ أنه وبتوالي الأيام، وأمام عجز الحكومة عن إيجاد حلول آنية ومستعجلة تسد رمق الجوعى من أبناء المنطقة، فسح المجال لليأس ليدب في نفوس مغاربة الفنيدق وأضحت اللاثقة حطبا يحكم تحركات المواطنين ما جعل العديد منهم يفضل الموت بين الأمواج أو على الأسلاك الحدودية، على العيش تحت ظل واقع لا يحفظ  للمواطن كرامته.

*في رأيك من يتحمل مسوولية ما وقع؟

المسؤولية تتحملها بكيفية مباشرة الحكومة، التي أقدمت على إغلاق معبر سبتة المحتلة دون أن تطرح بدائل عملية ذات مردودية لأغلبية سكان مدينة الفنيدق الذين يكسبون رزقهم مما يسمى التهريب المعيشي، وكذا للعمال الذين يشتغلون في مصانع ومعامل وإدارات بسبتة المحتلة، وهم فئة من المغاربة العالقين بالمغرب، والذين فاق عددهم المئات، والذين فقدوا عملهم بسبب منعهم من الرجوع إلى سبتة.

كما أن الصراع الديبلوماسي المغربي -الإسباني أنسى الحكومة المغربية في أداء أحد أدورها  المتجلية في ضمان العيش الكريم للمواطن في تلك الرقعة من التراب المغربي، وهي تتحمل المسؤولية الأولى والأخيرة في ما يقع هناك من كوارث أنسانية.

*بماذا تفسرون صمت الحكومة حتى الآن؟

أكثر ما نخشاه هو أن تكون الحكومة متورطة في عملية شد وجدب مع الحكومة الإسبانية، وأن يكون أمر سماحها بما شاهدناه أمس يدخل في إطار الحرب الديبلوماسية الدائرة بينها وبين إسبانيا.

إن ما يقع الآن هناك هو وصمة عار على جبين الحكومة والاستمرار فيه سيعمّق الأزمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *