أغلق باب التقاضي لدى محكمة الاستئناف في قضية الطفلة غيثة التي سبق أن تم دهسها الصيف الماضي في شاطئ سيدي رحال جنوب الدار البيضاء بواسطة سيارة رباعية الدفع.

بعد أشهر من الأبحاث القضائية، وجلسات المحاكمة، جاء الحسم اليوم الثلاثاء، من خلال محكمة الاستئناف في سطات.

قبل قليل، حكمت هيئة الحكم لدى إستئنافية سطات، بتأييد الحكم الابتدائيّ الصادر عن سابقاً عن إبتدائية برشيد ذات الإختصاص الترابي.

وهكذا قضت هيئة الحكم بعد المداولة، بالحكم على المتهم المعروف إعلاميا بولد لفشوش بالحبس النافذ لعشرة أشهر ، وأداء تعويضا للطرف المدني قيمته أربعون مليون سنتيم.
جريدة le12.ma، تعيد سرد قصة «غيثة» نقلا عن العربية، والبداية من وسم “العدالة لغيثة”.

“العدالة لغيثة”

‎تصدر وسم “العدالة لغيثة” محركات البحث على مواقع التواصل الاجتماعي أواخر يونيو الماضي، تنديدا بالحادث المأساوي الذي تعرضت له طفلة في الرابعة من عمرها بعد تعرضها للدهس من قبل شاب على شاطئ دار بوعزة نواحي الدار البيضاء، في حادثة هزت الرأي العام المغربي.

‎فلم يتخيل الأب عبدالله مخشي، حين قرر يوم 15 يونيو أن يأخذ طفلته غيثة ذات الأربع سنوات إلى شاطئ سيدي رحال نواحي مدينة الدار البيضاء لقضاء يوم صيفي على البحر، أن هذه اللحظات ستقلب حياته رأسا على عقب.

‎وقال الأب المكلوم، إنه ترك طفلته للحظة بسيطة قرب مياه البحر وهي تلهو بالرمال، وذهب ليروي ظمأه برشفة ماء، وفي نفس اللحظة أقدم شاب طائش على الدخول بسيارته الرباعية إلى الشاطئ وهو يجر وراءه عربة “جيت سكي”، فداس بعجلات سيارته على رأس غيثة لتقع الفاجعة.

‎كسور في الجمجمة

‎فما كانت من أبيها المصدوم إلا أن حملها إلى أقرب مستشفى حيث أخبره الأطباء أن الطفلة مصابة بكسور عميقة في الجمجمة ما تطلب تدخلا جراحيا عاجلا.

‎غير أن مأساة الأب وأسرته الصغيرة لم تتوقف عند الإصابات الجسدية البليغة للطفلة، بل إن صدمته تضاعفت بعد تصريحات عائلة الشاب التي قالت نحن نمتلك المال” في إشارة إلى أن ابنهم سيفلت من العقاب، وفق تصريحات لأب الضحية.

‎تضامن واسع

‎إلا أن الصورة المؤلمة التي نشرها عبد الله، لطفلته وهي مستلقية على سرير المستشفى، والكلمات التي نشرها في تدوينات له حول مدى حب ابتنه له، وكذلك مقاطع الفيديو للصغيرة وهي تلهو وتضحك ببراءة، كانت كفيلة بحشد تضامن واسع من الشارع المغربي.

‎فقد تقاسم الآلاف هذه الصور المؤلمة، مرفوقة بوسم “العدالة لغيثة” إذ طالب عدد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى وسائل الإعلام المحلية، بتطبيق القانون على الجاني، وتحقيق العدالة للطفلة. لاسيما أنه قد تمت متابعة الشاب في حالة سراح مؤقت، ما أثار استنكارا واسعا من قبل الرأي العام.

‎قبل أن يتغير مجرى الأحداث بعدما كشف والد غيثة معطيات جديدة في هذه القضية التي شغلت الجميع.

‎إذ أكد الوالد بمنشور على حسابه في فيسبوك أن حالة طفلته في تحسن بعدما غادرت المستشفى وكتب لها عمر جديد، مضيفا أن السائق الذي تورط في الحادث لم يفر من مكان الواقعة، بل يتواجد في الوقت الحالي رهن الاعتقال الاحتياطي. وأكد أن القضية أخدت مسارها القانوني.

‎كذلك أشار أبو الضحية إلى أنه قرر الاعتناء بها في المنزل بسبب وضعها النفسي الذي تدهور بشكل مقلق.

‎نصب باسم غيثة

‎إلى ذلك، حذر والد الطفلة من بعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة تيك توك، التي تستغل اسم ابنته لطلب مساعدات مالية دون وجه حق، نافيا بشكل قاطع أن يكون وزوجته وراء هذه الصفحات. كما شدد على أن أية محاولة لجمع التبرعات باسمهم هي محاولة نصب واحتيال.

‎وقتها، أصدر وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية ببرشيد، أمرا بوضع الشاب المتسبب في الحادث رهن الاعتقال الاحتياطي، وأشار إلى أن الاعتقال سيستمر حتى استكمال التحقيقات الأولية، وصدور التقرير الطبي النهائي بشأن الحالة الصحية للضحية.

‎إثر ذلك قررت المحكمة الزجرية الابتدائية ببرشيد، تأجيل النظر في ملف الشاب إلى الأسبوع المقبل من أجل إعداد الدفاع.

“ما تقيش ولدي”

‎من جانبها، أعلنت ت منظمة “ما تقيش ولدي” عن إطلاق عريضة إلكترونية للتضامن مع غيثة، مطالبة بـ “فتح تحقيق عاجل ونزيه لكشف ملابسات الحادث ومحاسبة المسؤولين عنه ومتابعة السائق جنائيًا بتهمة القتل غير العمد الناتج عن الإهمال”.

‎كما شددت الجمعية، على ضرورة ” إصدار دورية عاجلة من وزارة الداخلية ووزارة التجهيز، تمنع بشكل صارم استعمال الشواطئ من طرف المركبات إلا لأغراض تدخل رسمي واضح ومراقب”.

‎وختمت داعية إلى “تخصيص فضاءات خاصة للرياضات البحرية (مثل الجيت سكي) بعيدا عن المصطافين والعائلات وتعويض الأسرة المتضررة وجبر الضرر النفسي والاجتماعي”.

*جريدة le12+ العربية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *