جواد مكرم
حلّ، قبل قليل، بمدينة سبتة المحتلة، بيدرو سانشيز، رئيس الحكومة الإسبانية، بغرض احتواء غضب المستوطنون الإسبان من فشل حكومته في إيجاد تسوية للأزمة القائمة بين بلده والحكومة المغربية، والتي يرى مراقبون أن من تداعياتها تعليق التعاون الأمني بين البلدين ما أدى إلى نزوح جماعي لمهاجرين أفارقة الى الثغر المحتل.
واستقبل مستوطنون إسبان، وفق صور تحصلت عليها جريدة “le12.ma” -عربية، رئيس الحكومة الإسبانية بالاحتجاج، ما دفع الحرس الوطني الإسباني في سبتة المحتلة إلى التدخل لصد المحتجين.
وظهر رئيس الحكومة الإسباني في أحد شوارع سبتة المحتلة يتحدث إلى بعض المستوطنين، غير أن احتجاجات الكثير منهم على سياسته تجاه سبتة المحتلة والمغرب تحديدا عجّلت بمغادرته الشارع السبتي.
وكان بيدرو سانشيز قد قال، في أول ردود الفعل الرسمية من حكومة مدريد على تطورات الوضع في سبتة المحتلة، صباح اليوم في تصريح تلفزيوني، أن “ما يحدث في سبتة أمر خطير بالنسبة لإسبانيا و أوربا” وتابع “سأزور سبتة ومليلية للتعبير عن تضامني مع مواطنينا هناك”.
وقال رئيس الحكومة “أصدرت قرارا برفع حالة الااستنفار الأمني لحماية سبتة و مليلية”. واضاف: “أشعرت الملك فيليبي بتفاصيل الخطوات القادمة التي نعتزم اتخاذها”.

وبخصوص علاقة مدريد مع الرباط، قال: “المغرب بلد صديق وشريك إستراتيجي ضروري لإسبانيا، ومن اللازم أن تقوم علاقتنا على الاحترام”.
وألغى رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز مشاركته في قمة تمويل إفريقيا، التي ينظمها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس، من أجل “متابعة الوضع في سبتة”.
وكتب سانشيز في تغريدة على تويتر قائلا: “أولويتي في هذا الوقت هي إعادة الحياة الطبيعية إلى سبتة، ويجب أن يعرف مواطنوها أن لديهم الدعم المطلق من حكومة إسبانيا، التي ستتصرف بأقصى درجات الحزم لضمان سلامتهم والدفاع عنهم كجزء من أراضي إسبانيا في مواجهة أي تحد”.
ومن جهته، زعم وزير الاحتلال الإسباني في الداخلية، فيرناندو مارلاسكا، في مقابلة تلفزيونية على القناة العمومية “TVE” هذا الصباح أن “سبتة هي مدينة إسبانية، مثل مدريد وبرشلونة، و من واجب الحكومة حماية حدود إسبانيا في مواجهة هذا الوضع الاستثنائي”.
وكان رئيس الحكومة الإسباني مرفقا في زيارته إلى سبتة المحتلة بوفد وزاري يتقدمه كل من وزيرة الخارجية، أرانتشا غونزاليس لايا، ووزير الداخلية، فرناندو غراندي مارلاسكا، وكان في استقباله حاكم سبتة المحتلة وكبار المسؤولين العسكريين والامنين من سلطات الاحتلال الأسباني.
وعلى المستوى السياسي، صعّد الحزب الشعبي الإسباني المعارض، الذي يقوده بابلو كاسادو، انتقاذاته لحكومة بيدرو سانشيز، على خلفية أزمة بلاده مع المغرب وتدفق أعداد هائلة من المهاجرين المغاربة منهم والأفارقة جنوب الصحراء، أمس الاثنين، نحو شوارع وشواطئ سبتة المحتلة.
واستغل الحزب الشعبي فشل قوات الاحتلال في وقف تدفق المهاجر نحو سبتة المحتلة ليطالب حكومة بيدرو سانشيز بإقالة وزير الداخلية الاسباني، فرناندو غراندي مارلاسكا، والتنسيق الفوري مع المغرب، لوقف زحف المهاجرين نحو الثغر المحتل وتنظيم عملية تسليمهم للسلطات المغربية.

ومن جانبها هاجمت آنا بلتران، نائبة رئيس الحزب الشعبي، بابلو كاسادو، وزير الداخلية الإسباني، قائلة، حسب ما أوردت جريدة “أفارو سيوتا” الإسبانية، “إنه لا يفعل شيئًا إزاء أزمة الهجرة في جزر الكناري ولا يبدو أنه ينوي فعل أي شيء في سبتة”، مطالبة بإقالته، فيما تساءلت آنا فاسكيز، المتحدثة باسم الحزب الشعبي في مجلس الشيوخ (الغرفة الثانية للبرلمان): ”أين مارلاسكا من أخبار ومعلومات وصول مئات المهاجرين إلى سبتة!؟”..
وتأتي هذه التطورات السياسية في إسبانيا، بعدما سبق للحزب الشعبي أن جرّ حكومة مدريد إلى المساءلة البرلمانية على إثر غضب الرباط من فضيحة تستر حكومة بلاده على تسلل زعيم البوليساريو إلى إسبانيا بجواز سفر وهوية مزيّفَين.
