هل تذكرون يوم أمس، ذلك اليوم الأسود الذي توقف فيه الزمن… الرقمي؟ نعم، نتحدث عن العطب الكوني الذي ضرب “كلاودفلير” (Cloudflare)، تلك البوابة المقدسة التي تُبقي شبكة الإنترنت العالمية قائمة ومستقرة، وكأنها سد مأرب العصر الحديث.
في تلك اللحظة الحاسمة، لم يكن الأمر مجرد “توقف خدمة” عابر، بل كان كارثة وجودية مصغرة.
فجأة، لم يعد بالإمكان تحميل صور القطط اللطيفة، ولا معرفة ماذا يأكل المشاهير على الإفطار، ولا حتى قراءة التعليقات التي تُثبت أن الجميع مخطئون ما عداك أنت!
اكتشافات العصر الحجري الجديد
في قلب المأساة، وُلدت بعض الاكتشافات المذهلة التي لم يكن يُظن أنها ممكنة في عامنا هذا:
اكتشاف رقم 1: البشر الآخرون!
نعم، بعض الناس اكتشفوا أن لديهم “شركاء حياة” أو “أطفالاً” يعيشون معهم في نفس المنزل! بعد أن رفع كل منهم رأسه عن شاشته، تبادلوا النظرات المترددة. البعض قام بإجراء “محادثة” حقيقية باستخدام الأصوات البشرية بدلاً من الإيموجي.. كانت تجربة غريبة ولكنها مرت بسلام.
اكتشاف رقم 2: الكتب!
يا للمفاجأة! تلك الأشياء المصنوعة من الورق التي لم يَعُد يُستخدم منها سوى أوراق لاصقة لتذكيرك بمواعيد اجتماعات “زوم”، اكتُشف أنها تحوي نصوصاً طويلة وممتعة لا تحتاج إلى شحن!
اكتشاف رقم 3: النوافذ!
تم رفع الستائر عن النوافذ، واكتشف الناس أن هناك عالماً “خارجياً” مليئاً بالأشجار والشمس والهواء… كلها أشياء لا يمكن “عمل سكرين شوت” لها، لكنها كانت مدهشة.
الخلاصة
لحسن الحظ، عاد كلاودفلير للحياة، وتدفقت البيانات مرة أخرى كشلال جارف، وعادت روحنا الرقمية إلى أجسادنا الهزيلة.
تناسى الجميع الدروس المكتشفة في غضون ثوانٍ وعادوا إلى تحديث صفحاتهم بشراهة.
لكن تلك الساعات ستبقى محفورة في ذاكرتنا كدليل على هشاشة وجودنا الرقمي.
لقد تعلمنا درساً قاسياً: إن الإنترنت أهَمُّ من أن يتوقف! لأنه إذا توقف، فإننا نتحول فجأة إلى كائنات بلا هدف، مضطرين إلى النظر في عيون بعضنا البعض…
إلى أن يحين العطب القادم… ابقوا متصلين!..
إدريس لكبيش/ Le12.ma
