أثار تصويت الجزائر لصالح الخطة الأمريكية الخاصة بقطاع غزة في مجلس الأمن الدولي موجة من الانتقادات الحادة، كان أبرزها وأكثرها تأثيراً ما صدر عن الإعلامية الجزائرية المخضرمة في قناة الجزيرة، خديجة بن قنة.
وفي تعليق ناري نشرته على صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك، عبرت بن قنة عن صدمتها واستغرابها من موقف بلادها، الذي جاء داعمًا للمشروع الأمريكي، في الوقت الذي فضلت فيه قوى دولية كبرى مثل روسيا والصين الامتناع عن التصويت.
وعنونت الإعلامية الشهيرة موقفها بكلمات قاسية، حيث كتبت: “مازلت أحاول استيعاب صدمة ذهاب الصوت العربي في مجلس الأمن لدعم ترامب”.
ولم تكتف بن قنة بالتعبير عن الصدمة، بل قدمت تقييماً مباشراً لما كان يمكن أن يكون الموقف الأمثل في نظرها، مشيرةً إلى أن “الامتناع عن التصويت كان يمكن أن يحفظ ماء الوجه ويخفف من عار المسؤولية التاريخية تجاه أسوأ القرارات التي طالت فلسطين في تاريخ الأمم المتحدة”.
ارتقت بن قنة بالانتقاد إلى مستوى أعمق، محملةً القائمين على هذا القرار مسؤولية تاريخية وضميرية جسيمة، وتابعت في منشورها: “التاريخ سيحاسبنا على جريمة اغتيال القضية… في شرم الشيخ أولاً، ثم في مجلس الأمن ثانياً والله المستعان”.
وحظي المشروع الأمريكي بالفعل بدعم 13 عضواً في مجلس الأمن، كانت الجزائر واحدة منهم، وهو ما يضعها في سياق يراه كثيرون متعارضًا مع تاريخها ومواقفها التقليدية الداعمة للقضية الفلسطينية.
وقد سلطت تعليقات بن قنة الضوء مجدداً على الانقسام الحاد في المواقف العربية والدولية تجاه التطورات الأخيرة في غزة، محولةً قرار التصويت الجزائري من مجرد إجراء دبلوماسي إلى قضية رأي عام، تُحاكم فيها المبادئ التاريخية والمواقف الوطنية على ميزان “حفظ ماء الوجه” أو “اغتيال القضية”.
إدريس لكبيش/ Le12.ma
