في خطوة لتعزيز جاذبية جهة سوس-ماسة كقطب استثماري سياحي رائد، انعقد اليوم الإثنين بأكادير لقاء تواصلي بارز تحت شعار “حينما يلهمُ التنشيط السياحي الاستثمار”.

ويهدف هذا اللقاء إلى تقييم المؤهلات السياحية الاستثنائية للجهة، واستكشاف الفرص المتاحة لضخ استثمارات جديدة، خصوصاً في مجال التنشيط السياحي.

​حضور وازن وتأكيد على الالتقائية

​ترأس الاجتماع الوزير المنتدب المكلف بالاستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية، كريم زيدان، وحضره والي جهة سوس-ماسة وعامل عمالة أكادير إداوتنان، سعيد أمزازي، ورئيس مجلس الجهة، كريم أشنكلي.

هذا الحضور الوازن، إلى جانب ممثلين عن القطاعين العام والخاص وفاعلين في قطاعات السياحة والثقافة والرياضة، عكس الإجماع حول أهمية القطاع في التنمية الجهوية.

​في كلمته الافتتاحية، شدد الوزير زيدان على أن سوس-ماسة تُعد “مجالاً خصباً” يستوجب انخراطاً واسعاً من القطاع الخاص.

واعتبر أن هذا الحدث يمثل “إشارة قوية إلى التقائية مكونات المنظومة” لتعزيز العرض السياحي الوطني والدولي.

​السياحة والتنشيط.. ركيزة اقتصادية ودعم حكومي غير مسبوق

​أكد زيدان أن السياحة هي إحدى “الركائز الاقتصادية” للجهة، مؤكداً ضرورة أن يتطور التنشيط السياحي بالتوازي مع تطوير البنية التحتية للنقل وهياكل الاستقبال الفندقية.

وفي سياق القدرة التنافسية للجهة، ذكّر الوزير بـ”الأرقام القياسية” التي سجلتها سوس-ماسة في عام 2024، وأداء الأشهر التسعة الأولى من السنة الجارية، مشيراً إلى أن المؤهلات المتوفرة “لا تزال كبيرة”.

​كما سلّط الضوء على الإجراءات الحكومية لدعم الاستثمار، مؤكداً مواصلة تنزيل ميثاق الاستثمار، وإطلاق “آلية غير مسبوقة لدعم المقاولات الصغيرة جداً والصغرى والمتوسطة (TPME)”.

وذكر أن هذا الدعم المباشر، الذي يُفعَّل وفق مقاربة لاممركزة، يمكن جمعه مع الدعم الجهوي لتمكين المشاريع الاستثمارية من رؤية النور وتعزيز تنافسيتها واستدامتها.

​رؤية جهوية واستغلال للفرص الكبرى

​من جانبه، أبرز رئيس مجلس جهة سوس ماسة، كريم أشنكلي، ما تتمتع به الجهة من مؤهلات طبيعية وثقافية استثنائية تجعل منها “فضاءً واعداً للابتكار السياحي والاستثمار المستدام”.

وأشار إلى أن المقاربة الجهوية تضع السياحة والترويج الترابي كـ”رافعتين للتنمية وخلق فرص الشغل” ضمن برنامج التنمية الجهوي 2022-2027.

​واعتبر أشنكلي أن استضافة المغرب للأحداث الرياضية الكبرى، مثل كأس إفريقيا للأمم 2025 وكأس العالم 2030، تمثل “فرصة استراتيجية” لتعزيز جاذبية الجهة واستقطاب موجة جديدة من المشاريع الاستثمارية.
​شراكات استراتيجية وورشات عمل معمقة

​تُوّج اللقاء بتوقيع اتفاقيتي شراكة مهمتين بين المركز الجهوي للاستثمار سوس–ماسة من جهة، وكل من المجلس الجهوي للسياحة والفيدرالية الفرنسية لوكالات الجاذبية والتنمية والابتكار من جهة ثانية، مما يعزز أفق التعاون لجذب الخبرات ورؤوس الأموال.

​واختُتم الحدث بتنظيم لقاءين نقاشيين معمقين. تناول الأول موضوع “سوس ماسة تتحرك: الاستثمار في التجربة السياحية”، بينما ركّز الثاني على أهمية “السياحة الرياضية كرافعة للاستثمار والتنافسية”، مما يؤشر إلى تحول نوعي مرتقب في العرض السياحي للجهة.

​ويُنتظر أن تشكّل مخرجات هذا اللقاء التواصلي خارطة طريق جديدة، تضع التنشيط السياحي في صلب عملية جذب الاستثمار وتوطيد مكانة سوس-ماسة كوجهة مفضلة على الصعيدين الوطني والدولي.

إدريس لكبيش / Le12.ma

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *