حسين عصيد

 

أقدم سكان دوار “تيغرمان”، التابع ترابيا لمدينة تارودانت، على قطع الطريق الوطنية الرابطة بين حاضرتي إغرم وتارودانت حاملين الأعلام الوطنية، ليشنوا اعتصاما أمس الإثنين، بعد أن هوجموا من طرف عصابات الرعاة الرحل، التي رشقت منازلهم بالحجارة نهاية الأسبوع الماضي.

وحسب ما صرّح به عادل أداسكو، أحد أعضاء اللجنة المنتدبة لمحاورة رئيس الحكومة سعد الدين العثماني يوم 30 أكتوبر 2018 بشأن قضية الرعي الجائر، فإن الرعاة الرحل أصروا خلال الأيام القليلة الماضية على إدخال قطعان إبلهم وماعزهم إلى أراضي سكان دواوير عدة بسوس، منها “تيغرمان” و”أزغار أومسليتن”، ما تسبب في اندلاع مواجهات بين الطرفين استُعملت فيها الحجارة والهراوات، بعد أن أتت قطعان ماشية الرعاة على ما تبقى من أشجار اللوز والنباتات الطبية بالمنطقة، دون أن تُحرك السلطات ساكنا بهذا الخصوص”.

واستطرد نفس المصدر قائلاً “بأن عصابات من الرحل التي تستقل سيارات رباعية الدفع، قد أتت إلى دوار تيغرمان، لتُهاجم منازل السكان بوابل من الحجارة، رغبة منها في ترهيبهم وثنيهم عن الدخول معها في مواجهات لاحقاً، ليُقرر السكان المحليون، بعد أن فاض بهم الكيل، الخروج للإحتجاج وإسماع صوتهم للسلطات، ليقوموا بقطع طريق وطنية تمثل شريانا رئيسا لحركة تنقل الأشخاص والبضائع بالمنطقة، محاولين بهذا الفعل لفت انتباه السلطات لمعاناتهم”.

يُشار إلى أن لقاءات جمعت بين نشطاء تابعين لعدد من الجمعيات الأمازيغية بالمنطقة من جهة، وبين مسؤولين من السلطات المحلية في منطقة سوس من جهة ثانية، لم تتمخض عن أي حلّ يرضي الأطراف المتفاوضة، حيث تمسك جانب منهم بحق سكان المنطقة الجنوبية في التصرف في خيرات أرضهم التي ورثوها عن أجدادهم دون إشراك أي طرفٍ آخر فيها، في إشارة منهم إلى الرّعاة الرّحّل الذين احتلوا المنطقة مع مقدم فصل الخريف الحالي، ونشرهم لأعداد هائلة من قطعان الإبل ورؤوس الماعز بين أشجار أركان واللوز، ما أدى إلى إتيانها على محصول العام القادم، داعين إلى الاستمرار في المفاوضات التي فتحوها منذ بضع سنوات مع سلطات المنطقة، فيما دعا الجانب الآخر إلى حمل السلاح في وجه الرّعّاة، وهو الصوت الذي بدا أنه يلقى قبولاً من طرف السكان خلال الآونة الأخيرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *