الرفيق نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، بارع في اقتناص الفرص التي تمكنه من كسب بعض “النقاط” لدى المواطنين، أو بالأحرى لدى الناخبين، خاصة مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية لسنة 2026، حيث لم يفوت فرصة مسيرة آيت بوكماز للقفز على الموجة على أمل تحقيق بعض المكاسب السياسية.
لذلك، ولا شك وهو يستحضر الانتخابات المقبلة التي لم تعد تفصلنا عنها سوى سنة واحدة، لم يتردد الرفيق في التنقل إلى منطقة آيت بوكماز بإقليم أزيلال، والتواصل مع ممثلين عن الساكنة.
هذه الزيارة ليست مفاجئة في التوقيت والمكان. فهي تأتي في سياق التفاعل مع المسيرة الاحتجاجية التي شهدتها المنطقة أخيراً، والتي طالبت بفك العزلة الاتصالية في إطار تحقيق العدالة المجالية،وهي تأتي على بعد سنة واحدة من الانتخابات المقبلة، حيث بدأت التسخينات الانتخابية منذ فترة تحضيرا لهذا الاستحقاق الانتخابي المصيري..
لا أتذكر ما إذا كان نبيل بنعبد الله قد زار المنطقة من قبل، أو التقى بساكنتها، حينما كان عضوا في حكومة “البيجيدي” ، والراجح عندي أن بنعبد الله لم يسبق أن نزل إلى الميدان للتواصل مع الساكنة والتعرف على مشاكل المنطقة في إطار مسؤوليته على رأس وزارة السكنى والتعمير وسياسة المدينة في حكومة عبد الإله ابن كيران، ثم في عام 2017 باعتباره وزيرا لإعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة في حكومة سعد الدين العثماني، قبل أن يُقرر مغادرة الحكومة في سياق ليس مجال البسط فيه الآن.
الآن فقط قرر بنعبد الله أن يحزم حقيبته و يسافر إلى المنطقة في إطار “حرص” الحزب على “مواكبة النضالات السلمية التي تعبر عن مطالب حقيقية ومشروعة”، زاعما أنه سينقل “صوت الساكنة إلى مؤسسات الدولة”.
لكن لماذا الآن وليس خلال تقلد الوزير لمنصب حكومي ومشاركة حزبه في “حكومة البيجيدي” حيث كانت آيت بوكماز تعيش المشاكل نفسها التي تعانيها اليوم، وتطالب بالمطالب نفسها التي تطالب بها اليوم” لماذا لم تعر الحكومة آنذاك أي اهتمام لمطالب الساكنة”، ولماذا لم يتم التفاعل الإيجابي معها، ولماذا يحتاج بنعبد الله اليوم إلى نقل هموم ومطالب ساكنة آيت بوكماز إلى مؤسسات الدولة، مع أنه كان بإمكانه أن يفعل ذلك ويتفاعل مع هذه المطالب حينما كان في الحكومة؟ وكان من الأيسر والأجدر أن يستجيب لانتظارات وتطلعات الساكنة في فك العزلة، وهو في الجهاز التنفيذي، عبر قرارات تنفذ دون تعقيدات أو مماطلة أو تسويف، فلماذا لم يفعل ذلك قبل سنوات؟
ليس من الصواب ولا من أخلاقيات العمل السياسي أن ينتقد نبيل بنعبد الله الحكومة الحالية ويحملها مسؤولية “معاناة” ساكنة آيت بوكماز، هو الذي تحمل المسؤولية الحكومية لولاية ونصف الولاية تقريبا ، ولم يتحرك أو يلتفت إلى معاناة الساكنة. إن التحرك بخلفية سياسوية يجرده من أية مصداقية لدى ساكنة آيت بوكماز …
