الجمعة 17 أكتوبر، تمّ التسجيل على رحلة مقرّرة في الساعة التاسعة ليلًا.
شركة وطنية. انتظار طويل بلا نهاية.
وبعد أكثر من ثلاث ساعات من التأخير والصمت المطبق، نتفاجأ بأن من يُعلِمنا بإلغاء الرحلة ليس موظف الخطوط الملكية المغربية، بل موظف من شركة الخطوط التركية!
لا رسالة.
لا اتصال.
لا بريد إلكتروني.
ولا حتى تفسير بسيط.
اضطررتُ أنا وزميلتي المستشارة البرلمانية إلى مغادرة المطار لوحدنا، من دون أمتعة، ومن دون أي معلومة أو مساعدة من #RAM.
أما باقي المسافرين، فقد ظلّوا عالقين حتى الخامسة صباحًا داخل المطار، قبل أن يتم نقلهم بحافلة إلى نيويورك لرحلة بديلة، والتي أقلعت هي الأخرى — بعد ثلاث ساعات من التأخير!
في اليوم التالي، بحثنا عن أمتعتنا بأنفسنا، كما لو كنا راكبتين شبحيتين على متن رحلة لم تحدث أصلًا.
وبعد عدة مكالمات، عُرضت علينا تذاكر جديدة لرحلة يوم الأحد مساءً، من دون أي ضمانات، لأن الرحلة قد تكون surbooked!
لا اعتذار.
لا تعاطف.
ولا أدنى احترام.
الخطوط الملكية المغربية، أين مسؤوليتكم تجاه مسافريكم؟
أين تواصلكم، ولباقتكم، وخدمتكم الزبونية، وصورتنا الدولية؟
كيف لشركة وطنية أن تعامل ركابها بهذا الاستخفاف؟
هل هو واجب على المسافر أن سيصمت ويقبل بالأمر الواقع؟
قد تقع الأعطال، ولكن مسؤوليتكم هي حُسن التدبير والاعتذار الصادق قبل كل شيء.
المغرب يستحق أفضل من ذلك.
مواطنوه، ممثلوه، وزوّاره كذلك.
لقد تمّ التعبير عن هذه المشاكل مرارًا، وحان الوقت لتفهموا وتتحرّكوا.
الثقة، مثل الخدمة، لا تُفرض بقرار؛ بل تُبنى بالحوار، والاحترام، والشفافية، وتحمل المسؤولية.
وإن كنت أكتب اليوم، فليس لمجرد رواية تجربة شخصية، بل لأحمل صوت مئات الآلاف من المسافرين الذين يطالبون بإصلاحٍ تأخّر كثيراً.
*مريم رميلي – برلمانية
