أطلقت الدبلوماسية المغربية حملة تواصل دولية واسعة لتوضيح مضامين القرار رقم 2797، الذي اعتمده مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في 31 أكتوبر الجاري، بخصوص قضية الصحراء المغربية.

وفي إطار هذه التحركات، وجهت المملكة رسائل رسمية إلى عدد من الدول الأجنبية، قصد شرح موقفها الثابت وتفادي أي لبس أو سوء فهم قد يحيط بمضامين القرار.

وتبرز هذه الرسائل، استنادا إلى القرار الأممي الجديد، الأطراف الأربعة المعنية بشكل مباشر بالملف، وهي: المغرب والجزائر وجبهة “البوليساريو” وموريتانيا، المدعوة إلى المشاركة في العملية التفاوضية التي ينتظر أن تعيد الأمم المتحدة إطلاقها خلال الأسابيع المقبلة، كما أكد على ذلك ستيفان دي ميستورا، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء المغربية، في مؤتمره الصحافي الأخير.

وتشدد الدبلوماسية المغربية أيضا على أهمية المهلة الزمنية التي حددها مجلس الأمن بسنة واحدة، من أجل التوصل إلى تسوية نهائية للنزاع المفتعل، داعية إلى ملاءمة ولاية بعثة “المينورسو” مع هذه المرحلة الجديدة، حتى تتمكن من مواكبة المسار الأممي ودعمه بشكل فعال.

ويأتي هذا التحرك المكثف في وقت تكثف فيه الدبلوماسية المغربية حضورها الإعلامي والدولي، عبر عدد من التصريحات واللقاءات التلفزيونية التي كشفت كواليس التصويت داخل مجلس الأمن على القرار 2797.

وفي هذا السياق، خصت قناة (NEWS MAX) الأمريكية المعروفة بمتابعة الشأن السياسي، المغرب ببرنامج خاص استضافت فيه سفير المملكة لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، الذي استعرض مضامين القرار وتداعياته الإيجابية.

وخلال اللقاء، أبرز السفير هلال أن اعتماد الحكم الذاتي كحل وحيد واقعي للنزاع تحت السيادة المغربية، يشكل تتويجا لمسار طويل من الجهود التي يقودها جلالة الملك محمد السادس منذ أكثر من 26 سنة.

كما أشار إلى أن الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، الذي جرى في عهد الرئيس دونالد ترامب، كان له أثر كبير في توسيع دائرة دعم الدول الكبرى لمبادرة الحكم الذاتي.

وأكد هلال أن الشعب المغربي تفاعل بفخر واعتزاز مع القرار الأممي، من خلال مسيرات واحتفالات عمّت مختلف المدن المغربية، وامتدت إلى الجالية المغربية المقيمة بالخارج.

وخلال الحوار نفسه، وصفت الصحافية الأمريكية المغرب بـ”البلد الجميل”، مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد يبرمج زيارة إلى المغرب السنة المقبلة، بمناسبة تخليد 31 أكتوبر عيدا وطنيا احتفاء بالقرار الأممي. ورد السفير المغربي قائلا إن المغاربة سيكونون سعداء باستقبال الرئيس الأمريكي في بلدهم.

وفي الإطار ذاته، كان وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، كشف، خلال لقاء خاص بثته القناة الثانية، عن معطيات حول كواليس التصويت داخل مجلس الأمن، مبرزا العمل الدبلوماسي الهادئ والدقيق الذي سبق صدور القرار، والذي مكن من تحقيق توافق دولي واسع حول الموقف المغربي.

عادل الشاوي /  Le12.ma

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *