يخيم القلق والوجوم على مربي الدجاج البلدي بجماعة سيدي رضوان التابعة لإقليم وزان، وهم يراقبون للسنة الثانية على التوالي انهيار قطعانهم أمام زحف مرض “غامض” أتى على الأخضر واليابس، مخلفاً وراءه نفوقاً جماعياً وخسائر مادية مريرة للفلاحين الذين وجدوا أنفسهم وحيدين في مواجهة عدوى لا ترحم.

وتتواتر الشهادات المؤلمة من الدواوير المتضررة لتصف كيف يبدأ الفيروس بالفتك بالدواجن بسرعة فائقة، حيث تنقطع الطيور فجأة عن وضع البيض وتدخل في حالة خمول كلي يصاحبه فقدان للشهية، قبل أن تتفاقم الأوضاع بظهور اضطرابات تنفسية وعصبية حادة تنهي حياة الطائر في وقت قياسي.

ولم تتوقف هذه “المجزرة الصامتة” عند حدود جغرافية معينة، بل تمددت لتشمل مداجن في دواوير مجاورة، وسط حيرة من السبب العلمي الدقيق لهذه الكارثة، رغم أن الترجيحات القوية للمهنيين تصب في خانة فيروس “نيوكاسل” الفتاك نظراً لتشابه الأعراض، معتبرين أن التقلبات البيئية وضعف جودة بعض الأعلاف قد شكلا بيئة خصبة لإضعاف مناعة الطيور وتسريع وتيرة الوباء.

وفي ظل هذا النزيف الذي يهدد بالقضاء على سلالة الدجاج البلدي بالمنطقة، تتعالى صرخات الاستغاثة بضرورة التدخل الفوري للمصالح البيطرية التابعة للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (أونسا) لإجراء تحليلات مخبرية تقطع الشك باليقين، وتقدم الدعم اللازم لهؤلاء الفلاحين الصغار الذين تشكل تربية الدواجن عصب حياتهم ومصدر رزقهم الوحيد الذي بات اليوم في مهب الريح.

رشيد زرقي / Le12.ma

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *