يا له من زمن بهيج وصلنا إليه! فبينما العالم يتسابق للوصول إلى القمر، يطل علينا زعيم “البيجيدي” الأبدي، عبد الإله إبن كيران، ليمنحنا درسًا في فنون التهكم السياسي المبتدل.

لقد أصبح الرجل مؤسسة متنقلة للتصنيف الاجتماعي، لا يترك مدينة إلا ويمنحها وسامًا خاصًا من قاموسه البلاغي الذي يعج بالمفردات والصفات غير”اللطيفة”.

فبعدما ذاق “سواسة” مرارة سلاطة لسان صاحب معاش ال 7 مليون ، ها هي ساكنة بركان، التاريخ والحضارة والمقاومة.. تسقط ضحية تهكم «حامض» من إبن كيران.

مبروك لساكنة بركان، لقد نلتم “وسام الاستخفاف” الجديد، وهو أرقى الأوسمة التي يمنحها زعيم حزب “العدالة والتنمية” لجماهيره.

​مسرحية التهكم البنكراني من المغاربة، ليس مجرد زلة لسان، بل هو “برنامج حواري” إخواني بامتياز، حيث يكون الجمهور هو الضحية، والزعيم هو الحكم والقاضي والجلاد، بـ “نكتة” ثقيلة تنهال على رؤوس المدن والأقاليم.

والمشهد الأكثر إثارة ليس في كلام إبن كيران، بل في “جوقة الصمت” المذهلة التي تحول حوله وتصفق له بالباطل.

​في زواية ركح المسرح البيجداوي ، يجلس أعضاء الحزب، وهم يمارسون نوعاً من “اليوغا السياسية” المتقنة..

يوغا الصمت الأبدي.. لا استنكار، لا غيرة، لا “نار” تستيقظ في دواخلهم.

يبدو أن قاموس البيجيدي قد شطب على كلمة “دفاع عن المنطقة” واستبدلها بعبارة “الحفاظ على المنصب”.

فالمصلحة الحزبية، يا سادة، أهم وأعلى وأقدس من بضعة ملايين من المغاربة في بركان براكنة “” أو “السواسة”! إنه مبدأ براغماتي رفيع عنوانه “الصمت يساوي البقاء”.

​لكن، لننتقل إلى بطل “دراما الصمت” في هذه الحلقة.. النائب البرلماني مصطفى الإبراهيمي، ابن بركان بالرضاعة!..

​هذا البرلماني، الذي “لا يترك لا صغيرة ولا كبيرة ويزبد ويرغد في قبة البرلمان”، مدعياً حماية مصالح الأمة جمعاء، اختار اليوم ربما وضع رأسه في “تراب الانصياع” بكل هدوء.

البرلماني الإبراهيمي، الذي يدّعي قدرته على الدفاع عن مصالح المواطن في “تندرارة” أو “زاكورة”، يعجز اليوم عن الدفاع عن نفسه وعن معبر رزقه  ذات يومه أمام “نكتة” إبن كيران «الحامضة» التي تريد النيل من ذكاء أهل بركان الحضار والتاريخ والمقاومة.. ورجالات الدولة.

الإبراهيمي الذي يبدو الحالة هاته، أشبه بـ “دون كيشوت” يخوض معاركه الوهمية ضد طواحين الهواء في البرلمان، لكن عندما يواجه “سيف” زعيمه، يتحول إلى أرنب وديع لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم.

في الأخير، لا يمكننا أن نصفق بحرارة لهذا المشهد العبثي.. لا أن نقول شكراً لإبن كيران الذي يواصل إهانة فئات من أبناء شعبنا.

وشكراً لأعضاء حزبه، وعلى رأسهم النائب الإبراهيمي، الذين علمونا درساً جديداً في “البرغماتية الحزبية”.. إذا تعارضت كرامة مدينتك مع مصلحة مقعدك، فاختر المقعد… واغطس رأسك في التراب!..

أما أهل بركان، فنقول لهم: لا تحزنوا، فأنتم اليوم في “كتاب الأرقام القياسية” البنكيرانية، ومحل فخر لابنكم الإبراهيمي الذي أثبت أن الولاء لإبن كيران يسبق الولاء لبركان.

وأنتم أيها القراء الكرام، ترقبوا الجولة القادمة!..

فالمغرب كبير، ومخزون الأوصاف البنكيرانية لا ينفد!..

وفي الأخير نذكر مصطفى الابراهيمي، إبن بركان بالرضاعة، الذي هجرها إلى القنيطرة بعدما أعطيته الشيء الكثير، في مساره السياسي، الحديث الكريم لرسول الله العظيم، والذي قاله فيه صلى الله عليه وسلم : «خيركم خيركم لأهله».

إيوا نوض على سلامتك آ سي الإبراهيمي، إن تنكيت إبن كيران على أهل مدينتك بالرضاعة في بركان، تجاوز المدى، وصمتك عن الاستنكار العلني يخسرك ما تبقى من ود بينك وبين بركان الحضارة والتاريخ والمقاومة والنيف.. التي أعطتك الكثير وتنظر منك رد الجميل .

* إدريس لكبيش / Le12.ma

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *