منتصر حمادة
هل نحن مؤهلون للحديث عما يُسمى المشترك الإنساني؟ “نحن” هنا إحالة على المسلمين بالتحديد، ولا أتحدث عن باقي المرجعيات، الدينية (اليهودية والمسيحية) والمادية، فهذا شأنها، وأهل روما أدرى بشعابها.
نظرياً، النصوص الإسلامية المؤسسة تعج بخطاب المشترك الإنساني، بدليل اشتغال العديد من العلماء والفقهاء والصوفية على الموضوع منذ قرون، ويمكن إضافة بعض الأعمال البحثية الصادرة خلال السنين الأخيرة، على قلتها.
ولكن عملياً، يبدو الأمر خلاف ذلك، بسبب تراكم عدة أسباب أسهمت في تراجع الاشتغال على ترويج هذا الخطاب، على الأقل بين الكتاب والباحثين وما إلى ذلك، ونترك جانباً أهل السياسة والأمن والاقتصاد، لأن أوضاع المنطقة، مثلاً، تفيد بأن الحديث عن “الوحدة العربية”، أصبح أقرب إلى أضغاث أحلام، وبالتالي لا يمكن الحديث عن مشترك إنساني، ونحن منخرطون في صراعات بين أعضاء الذات نفسها (الخلافات بين دول “المغرب العربي” أو بين دول “الخليج العربي”، على سبيل المثال).
وما جرى أول أمس في مباراة كرة القدم بين فريق مصري وآخر مغربي على هامش إقصائيات كاس إفريقيا يصب في هذا الاتجاه.
إن تراجع خطاب “المشترك الإنساني” مسألة متوقعة وارتفاع أصوات الجهالات والشعبوية والأمية تحصيل حاصل.
