بعد أن هدموا له القصر الذي كان قد بنى فيه آماله، جُرح قلبه، لكن لم تُحطم عزيمته.
كان هذا الرجل الذي واجه الحياة بكل قوتها، وبعد أن أتم بناء قصره الذي كان ثمرة صبره وعرقه، فوجئ بفقدانه في لحظة.
لكن ما كان أكثر تأثيرًا في تلك اللحظة هو ردة فعله التي أظهرت معدن الرجال الحقيقيين.
بدلًا من أن يغضب أو يستسلم للحزن، وقف بثبات، وكأنما الحياة تمنحه اختبارًا آخر لإيمانه وصبره.
لم يصرخ، ولم يبحث عن أعداء ليلومهم، بل جلس في هدوء، ينظر إلى الأنقاض التي كانت يومًا حلمًا يتحقق.
كان يعرف أن القصر، مهما بلغت قيمته المادية، ليس هو الهدف النهائي، بل الصبر والإصرار على النهوض بعد كل سقوط.
“اللهم اني مغلوب فانتصر”، همس بها، ثم رفع رأسه إلى السماء.
كانت تلك الكلمات هي كل ما احتاجه ليجد نفسه مجددًا. لم تكن ردة فعله مجرد قبول لما حدث، بل كانت رسالة قوية لكل من حوله: “ليس المال أو الممتلكات ما يبني الإنسان، بل الصبر والاحتساب.”
لم يشكُ للناس ولا للبشر، بل كان يقف على أطلال ما هدم، محققًا درسًا عميقًا في كيف أن الفقد لا يعني النهاية.
كان يعلم تمامًا أن كل شيء بيد الله، وأنه مهما حدث، لا شيء يمكن أن يقف في وجه من يواصل الصبر ويسعى بصدق.
*حسن بوفراة
