عقب الظهور المخيف لمنتخب المغرب أمام منتخب مالي، وعلاقة ذلك بمصير المدرب الركراكي، وحلم الظفر بكأس السمراء تفتح جريدة Le12.ma، باب نشر آراء إعلاميين وتقنيين كرويين ومؤثرين مهتمين من رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
لا يعلّق عصام الشوالي الواصف في قناة بين إن سبورت القطرية على ما يجري في الملعب بقدر ما ينسحب منه ذلك تماما.
الكرة تتحرك، اللعب يتغير، واللقطات الحاسمة تمر، بينما الصوت يختار مساراً آخر، يبني عالماً لفظياً موازياً لا يحتاج إلى الحدث بقدر ما يستعمله ذريعة.
الجمل لديه معلّقة، تعود وتُعاد بصيغ مختلفة، والنبرة ترتفع وتهبط بحثاً عن ذروة شعورية لا عن لحظة كروية دقيقة.
هذا الأسلوب، لو بقي في حدود الحياد، لأمكن اعتباره اختياراً ذوقياً أو بصمة شخصية.
لكنه يفقد مشروعيته حين يقترن بالانحياز، وهو ما يحدث أحياناً حين يفشل الشوالي في إظهار حياديته، فيبدو كمن يتقن فن الاصطفاف اللحظي بلا كابح، منساقاً وراء العاطفة أكثر من انضباط المهنة.
فالصوت الذي يفترض أن يرافق المشاهد دون أن يقوده يتحول إلى أداة توجيه، والخواطر التي يفترض أن تترك له حرية الإحساس تصبح ضغطاً عاطفياً أحادياً، يحتفي بطرف ويتجاهل آخر، وكأن المباراة تُروى من زاوية واحدة.
عند هذه النقطة لا يعود الخلل في ضعف الوصف أو فقر المعلومة، بل في غياب الاحترام المهني.
فالمعلّق لا يكتفي بمغادرة دور الراوي، بل يغادر أيضاً واجب الحياد، ويستعمل أسلوبه الإنشائي لفرض مزاجه الشخصي، لا لخدمة المباراة ولا جمهورها المتعدد.
وهكذا لا يظهر الشوالي معلقاً بالمعنى الدقيق للكلمة، بل أقرب إلى منشط حفلات، يلهب الأجواء بالصوت والنبرة، بينما يترك الحدث الحقيقي يتوارى في الخلف.
*جواد التويول – صحفي مغربي
