حاورتها: صوفيا العمالكي

 خرجت جمعية متقيش ولدي ببلاغ شديد اللهجة تندد فيه بالوضعية التي يعيشها أطفال الشارع، وخاصة في هذه الظروف التي تمر منها البلاد جرّاء إنتشار فيروس كورونا المستجد.

وللحديث عن هذا الموضوع الذي يستأثر بإهتمام العديد من المغاربة، تواصلت جريدة Le12.ma مع نجاة أنوار، رئيسة منظمة “متقيش ولدي” وكانت هذه إجاباتها عن بعض أسئلتنا:

 أصدرتم بلاغا تنددون من خلاله بسوء تنظيم عملية إيواء أطفال الشارع في طنجة كيف ذلك؟

 نعم أصدرنا بلاغا لكن ليس للتنديد.. ولا نبخس فيه عمل احد، بل قمنا بدراسة ميدانية ساهمنا من خلالها بلفت انتباه اخوان لنا في قطاعات حكومية مختلفة الى أخطاء ارتكبوها اكيد عن غير قصد في تعاملهم مع هذا الموضوع، لأننا لا نشك في وطنية احد ولا نزايد على احد. فالموضوع كان يتعلق بمعاينة ميدانية لواقع الأطفال في وضعيات خاصة ببلادنا وكيف تعاملت الجهات المعنية مع الأطفال المعرضين مباشرة  للجائحة. وهو مشروع وطني للمنظمة نرمي من خلاله استكشاف الطريقة التي تعاملت بها السلطات المعنية لحماية الأطفال في وضعية هشاشة من الوباء.

 كيف ترون تدخل وزارة التضامن والمرأة والأسرة من اجل الطفولة خلال هذه الازمة؟

وزارة الأسرة والتضامن أصدرت قرارا يوصي بإيواء ثلاث مائة طفل وهذا شيء نثمنه، غير أن الوزارة ينقصها التفكير في  الطريقة والوسيلة، علما أن طنجة كانت سباقة لمد الوزارة بالخريطة الميدانية التي تبين واقع حماية الطفولة بهذه المدينة، ولو كلفت الوزارة نفسها عناء النظر في هاته الخريطة لتجنّبت الوقوع في الكثير من الأخطاء، لكنها اكتفت بإعطاء الأوامر وتخصيص ميزانية مهمة لجمعية معينة، فقامت بتكديس الأطفال في وضعية الشارع، مع الأطفال المتخلى عنهم، مع الأطفال المدمنين، مع الأطفال الذين هم في تماس مع القانون، وهذا نعتبره أمر خطير جدا حتى في الأيام العادية، فما بالك بأيام الوباء.

أما بالنسبة للمراكز المتوفرة بطنجة، وبعد أن قام جلالة الملك بالعفو عن مجموعة من السجناء وعددهم كبير، قصد التخفيف من حالة الاكتظاظ التي كانت تعيشها السجون، نجد ان الرسالة لم تصل إلى وزارة الشباب والرياضة والتي أصرّت على إغلاق مركز لحماية الطفولة بطنجة ومركز حماية الطفولة بالعرائش واللذان كانا سيخففان من الاكتظاظ، بالنسبة لجناح الأحداث بسجون جهة طنجة تطوان الحسيمة. هذا إلى جانب قاعتين رياضيتين مغطاتين يمكنهما إيواء الأطفال في وضعية الشارع.

 كيف يمكن أن تساهموا من موقعكم في القضاء على الفيروس في مجال تخصصكم؟

 في هذا الإطار أود أن أشير إلى أن كل القطاعات الحكومية ومندوبياتها بالمدينة او بالاقليم او الجهة لها اتفاقيات شراكة مع جمعيات مدنية مختصة في مجال الطفولة يجب أن تتجند لهذا الرهان الذي أصبح واجبا وطنيا لا مفر منه، كما أن منظمة “ماتقيش ولدي”  تضع بين أيدي الدولة كل اطرها بكل ربوع المملكة قصد الإستفادة من خدماتها في  هذا المجال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *