le12.ma -قراءة في الصحف
تفجّرت فضيحة “بطلها” مسؤول دركي برتبة “مساعد” كان قد دهس بسيارته، وهو في حالة سكر، فلاحا فجرا في منطقة “واد إمليل”. وعمد بعد ذلك إلى “إخفائه” بين أشواك في المنطقة بهدف تغيير معالم الحادثة وتقييدها ضد مجهول. لكنّ الأقدار شاءت أن يفتضح أمره، بعدما مرّ بعض جيران الضحية من المكان بالصدفة وعثروا على الفلاح بين الحياة والموت. وقد دخلت النيابة العامة في ابتدائية تازة على خط القضية.
وقالت مصادر إن ارتباك مصالح الدرك وتأخّرها في إنجاز محضر الحادثة دفع ابن الضحية إلى تقديم شكاية للوكيل العام للملك في استئنافية تازة، اتّهم فيها الدركي بمحاولة القتل بسبب عدم تقديم المساعدة لوالده وتعمده إخفاءَه بين الأشواك دون تقدير عواقب هذا السلوك. وقد قرر الوكيل إحالة الشكاية على النيابة العامة في ابتدائية المدينة، للاختصاص.
وأفادت يومية “الصباح” بأن أبناء الضحية، الذي يرقد في حالة حرجة داخل المستشفى الإقليمي “ابن باجة” في المدينة ذاتها، يتعرّضون لمساومات من بعض الجهات لدفعهم إلى التراجع عن شكايتهم وتحريك المتابعة في حق الدركي واعتبار الحادثة “عادية” وغض الطرف عن الجرائم الأخرى المقترنة بها، ومنها تغيير معالمها وإخفاء الضحية وسط الأشواك وتركه يواجه الموت ومحاولة الفرار، بهدف تقييد الحادثة ضد مجهول.

وبدأت فصول القضية حين كان الدركي يقود سيارته بسرعة وهو في حالة سكر فصدم فلاحا، وبدل أن يقوم بالإجراءات القانونية، عمد إلى تغيير معالم الحادثة، إذ نقل الضحية، وهو بين الحياة والموت، إلى الجهة الأخرى من الطريق وأخفاه بين الأشواك، محاولا إخفاءه والتخلص منه، واتصل بسيارة القطر (الديباناج) لنقل سيارته، التي تضررت بفعل قوة صدم الضحية بهدف طمس معالم الحادثة.
لكنّ الحادث تزامن مع مرور جيران للضحية بالصّدفة من مكان الواقعة فحاولوا تقديم المساعدة للدركي، ظنا منهم أنه ارتكب الحادثة بمفرده، لكنه طالبهم بالانصراف بعد أن كشف لهم هويته، وكانت سيارة القطر قد شرعت في جرّ السيارة، لكنهم سمعوا أنين الضحية، فوجدوه مرميا وسط الأشواك بين الحياة والموت.
بعد ذلك، يتابع المصدر نفسه، حاصر الشهود الدركي ومنعوا سيارة القطر من “تهريب” سيارته لإخفاء معالم الجريمة واتصلوا بسيارة إسعاف، نقلت الضحية في حالة خطيرة إلى المستعجلات. بعد ذلك سجّل ابن الضحية لدى الوكيل العام في استئنافية تازة شكاية مستعجلة، مرفقة بلائحة أسماء شهود حضروا الواقعة وقرص مدمج يوثق، بالصوت والصورة، كيف قام المشتبه فيه بجر الضحية وهو مصاب وتخلص منه في الجهة الأخرى، وأظهر الشريط آثار الدماء في مسرح الجريمة وعلى مسافة طويلة.
وقد طالب ابن الضحية الوكيل العام بفتح تحقيق معمق من أجل الوقوف على مجموعة من الجرائم، منها محاولة القتل العمد وارتكاب حادثة سير خطيرة في حالة سكر ومحاولة الفرار وعدم تقديم مساعدة لشخص في حالة خطر وإخفاء معالم حادثة سير وتغييرها.
