أثار إعلان دار الأوبرا المصرية عن تكريم الفنانة المغربية الراحلة نعيمة سميح، ضمن فعاليات الدورة 33 من مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية، جدلا واسعا في الأوساط الإعلامية المصرية.
Le12.ma
فخلال الندوة الصحفية التي عقدتها الأوبرا أخيرا بالقاهرة، طرحت تساؤلات حول مدى أحقية الفنانة الراحلة بهذا التكريم، بحجة أنها لم يسبق لها زيارة مصر أو المشاركة في حفلاتها، كما لم تقدم أعمالًا باللهجة المصرية، وفقًا لاعتراضات بعض الصحافيين.
في المقابل، دافع رئيس دار الأوبرا المصرية، الدكتور علاء عبد السلام، عن هذا الاختيار، مؤكّدا أن تكريم نعيمة سميح يستند بالأساس إلى قيمتها الفنية ومكانتها العربية المرموقة، مشيرا إلى أنها أدّت خلال مسيرتها مقاطع من أغاني أم كلثوم، وهو ما يعكس تقديرها الكبير لمصر ولرموزها الفنية.
كما وزع منظمو المهرجان وثيقة خلال المؤتمر، أبرزوا فيها أن نعيمة سميح تعد من أبرز الأصوات المغربية في النصف الثاني من القرن 20، وأن أغانيها لاقت انتشارًا واسعًا في المغرب والعالم العربي.
فقد أكدت الوثيقة أن الراحلة تميزت بصوت قوي عذب وإحساس صادق يخاطب الوجدان مباشرة، حيث جمعت بين العمق العاطفي والتقنيات الغنائية الرفيعة، وتألقت بقدرتها على التنويع بين الطبقات الصوتية بسلاسة، ما أضفى على أعمالها تميز يجمع بين الشجن والقوة.
وما يثير الاستغراب هو اعتراض بعض الإعلاميين المصريين على هذا التكريم استنادا إلى مبررات واهية، في وقتٍ تكرم فيه عشرات المهرجانات المغربية، سواء الغنائية أو السينمائية أو المسرحية، فنانين مصريين بانتظام، دون أن يشترط عليهم تقديم أعمال مغربية أو المشاركة في تظاهرات داخل المغرب. إذ ينظر في المغرب إلى التكريم باعتباره اعترافا بمسيرة فنية ممتدة وذات إشعاع عربي، لا كارتباط جغرافي أو لغوي بالبلد المحتضن للتظاهرة.
ويكفي الاستشهاد بأحدث الأمثلة، حيث كرم مهرجان سلا الدولي لفيلم المرأة الفنانة المصرية حنان مطاوع، وسبق لمهرجان الدار البيضاء للفيلم العربي أن احتفى بالفنان أحمد حلمي، فيما خص المهرجان الدولي للفيلم بمراكش احتفالية تكريمية كبرى للفنان الكبير عادل إمام في دورة 2014.
جدير بالذكر أن الدورة 33 من مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية ستقام تحت شعار الاحتفاء بـ “كوكب الشرق” أم كلثوم بمناسبة مرور 50 عاما على رحيلها، وتتضمن 41 حفلا موسيقيا بمشاركة 83 فنانا من مصر والعالم العربي، من بينهم الفنان المغربي فؤاد الزبادي.
