أكد ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، في لقاء تلفزيوني على القناة الثانية (دوزيم)، أن المملكة المغربية حققت اليوم قراراً تاريخياً حاسماً لصالحها في مجلس الأمن الدولي.

وشدد بوريطة على أن هذا الإنجاز جاء بفضل التدخل الشخصي والحكيم لجلالة الملك محمد السادس وجهوده الدبلوماسية المستمرة والرصينة.

الدبلوماسية الملكية.. عقلانية، واضحة، ومثمرة

أوضح بوريطة أن المقاربة التي اعتمدها جلالة الملك، والمبنية على دبلوماسية “عقلانية وواضحة”، أثمرت نتائج إيجابية وملموسة على الساحة الدولية.

وأشار إلى أن دعم مجلس الأمن الدولي لخطة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية لم يكن وليد اللحظة، بل هو نتاج عمل دؤوب ومستمر انطلق منذ سنوات عديدة.

وذكر الوزير بالزيارات الملكية “التاريخية” إلى كل من الصين عام 2015 ثم روسيا، بالإضافة إلى عدد من الدول الإفريقية، مؤكداً أن هذه الجولات الاستراتيجية أسهمت بشكل كبير في تعزيز موقع المغرب دولياً وثقة شركائه العالميين في رؤيته.

الوضوح يولد الطموح.. والمملكة اليوم مختلفة

أكد بوريطة أن المغرب أثبت أنه دولة ذات مبادئ ثابتة، وأن المملكة اليوم “ليست كما كانت في الماضي”، وذلك بفضل رؤية الملك الواضحة والثقة في إمكانيات بلاده.

وشدد على أن الدبلوماسية المغربية الحالية تتميز بكونها “واضحة، مدروسة، وطموحة”، وتقوم على الشفافية والوضوح، وهي المعادلة التي لخصها بالقول: “الوضوح يولد الطموح والطموح يجذب الشركاء”.

تدخل ملكي حاسم في اللحظات الأخيرة

لفت وزير الشؤون الخارجية إلى أن عملية التصويت في مجلس الأمن كانت “صعبة” للغاية، خاصة مع حضور “طرف النزاع، الجزائر”، ما زاد من تعقيد العملية الدبلوماسية.

وكشف بوريطة أن جلالة الملك تدخل “شخصياً” في اللحظات الحاسمة خلال الأيام الأخيرة لضمان حصول المغرب على الأغلبية المطلوبة.

وأوضح أن الهدف الأولي كان هو تأمين 9 أصوات داعمة دون أي “فيتو”، قبل أن يرتفع العدد إلى 11 عضواً مؤيداً بفضل “مجهود كبير ومباشر من الملك”.

دعم دولي واسع وتجنب الفيتو الروسي والصيني

أشار الوزير إلى أن الدعم الدولي للمغرب شمل دولاً وازنة مثل الولايات المتحدة الأمريكية، فرنسا، والمملكة المتحدة (بريطانيا)، التي أيدت الموقف المغربي بفضل “رؤية الملك”.

كما نوه بدعم دول حليفة سحبت اعترافها بالكيان الوهمي (البوليزاريو) مثل سيراليون وبنما.

وفي إشارة ذات دلالة، ذكر بوريطة أن الصين وروسيا، ورغم خلافاتهما مع “حامل القلم” (الولايات المتحدة)، امتنعتا عن استخدام حق النقض (الفيتو)، مشدداً على أن ذلك كان بفضل التدخل الشخصي لجلالة الملك وزيارته السابقة لموسكو.

جني الثمار واستشراف للمستقبل

خلص بوريطة إلى أن المغرب يجني اليوم “ثمار الجهود الكبيرة” لجلالة الملك على المستويين الداخلي والخارجي، والتي عززت ثقة الشركاء.

واختتم بالإشارة إلى أن السنة المقبلة ستشهد انضمام دول حليفة للمملكة إلى مجلس الأمن الدولي، مثل البحرين وليبيريا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، مؤكداً أن حكمة الملك كانت العامل الحاسم لتحقيق هذا القرار التاريخي في “ظرفية دولية صعبة”.

إدريس لكبيش / Le12.m

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *