طنجة تعيش هذه اللحظات على وقع نهاية درامية لجريمة “البالية”، بعد اعتقال المتهم الرئيسي الفار، في عملية نوعية أنهت أياما من الترقب الأمني والاستنفار.
أنهت المصالح الأمنية بمدينة طنجة، صباح اليوم الأربعاء 15 أكتوبر، فصول الجريمة التي هزّت الرأي العام المحلي خلال الأيام الماضية، بعد أن تمكنت عناصر الشرطة القضائية بمنطقة أمن بني مكادة من إيقاف المتهم الرئيسي في جريمة “طنجة البالية”، داخل منزل خالته بمنطقة العوامة الشرقية، عقب عملية أمنية دقيقة ومحكمة أنهت أياما من الملاحقة والاستنفار.
العملية الأمنية، التي جاءت بعد تحريات تقنية وميدانية مكثفة، وضعت حدًّا لفرار المتهم الذي كان قد تمكن، في واقعة مثيرة وغير مسبوقة، من الإفلات من قبضة الأمن أثناء إعادة تمثيل الجريمة الأسبوع الماضي، ما تسبب في حالة من الغضب والتساؤلات حول الإجراءات المتبعة في مثل هذه العمليات.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن المعطيات الميدانية، التي جمعتها فرق البحث خلال الأيام الأخيرة، قادت إلى تحديد مكان اختباء المشتبه فيه داخل منزل خالته بالعوامة الشرقية، ليجري إيقافه دون أي مقاومة، قبل نقله إلى مقر الشرطة القضائية قصد تعميق البحث معه تحت إشراف النيابة العامة المختصة.
وتشير المعلومات الأولية إلى أن الموقوف، الذي كان يعيش حالة تشرد، يُعدّ العقل المدبّر لجريمة القتل البشعة التي راح ضحيتها شاب في مقتبل العمر، عُثر عليه مقتولا في منطقة خلاء بحي “طنجة البالية” بعد تعرضه لطعنات قاتلة بالسلاح الأبيض، في ظروف ما تزال التحقيقات جارية لتحديد دوافعها الحقيقية.
من جهة أخرى، تواصل المصالح الأمنية تحقيقاتها الداخلية لتحديد ملابسات عملية الفرار المثيرة، التي وُصفت بأنها “سابقة” في المدينة، خاصة وأنها حدثت أثناء إجراء رسمي يُفترض أن تحكمه إجراءات مشددة ومراقبة دقيقة.
الاستنفار الأمني الذي أعقب عملية الفرار شمل مختلف أحياء المدينة، من السانية إلى مالاباطا والعوامة، حيث نُشرت دوريات مكثفة مدعومة بفرق الكلاب البوليسية ووحدات الاستعلام التقني، في مشهد عكس حجم التعبئة الميدانية لاستعادة المتهم.
وبهذا الاعتقال، تكون مدينة طنجة قد طوت فصلا مثيرا من فصول الجريمة، فيما تتواصل الأبحاث القضائية لكشف كل الملابسات المحيطة بالقضية وتحديد أي أطراف محتملة ساعدت المتهم في الاختباء أو تسهيل فراره.
