الرباط: le12.ma
على إثر ظهوره في شريط فيديو وهو يبكي بحرقة، بعدما تم القبض عليه من طرف الحرس المدني، حينما كان يحاول العبور إلى سبتة المحتلة سباحة، حظي الفتى أشرف، الذي ينحدر من مدينة الدار البيضاء، بتعاطف واسع للمغاربة وتأثرهم الواسع، وسط دعوات إلى مساعدته حتى يخرج من محنته.
وظهر أشرف، الذي يبلغُ من العمر 16 سنة، في حالة هستيرية من البكاء، وهو يزيل عبوات بلاستيكية وضعها حول خصره، عندما كان يعبر مياه البحر سباحةً صوب سبتة المحتلة، بعدما رأى جنديين إسبانيين على رمال الشاطئ، وهو يندبُ حظه العاثر، لأنه أدرك أنهم لن يسمحوا له بالدخول.
وعقب ذلك، حاول أشرف أن يصعد جدارا صوب المدينة الخاضعة لإسبانيا، لكن سرعان ما هرع الجنديان الإسبانيان، للقبض عليه ومن ثم إعادته إلى المغرب.
وكشف الفاعل الجمعوي، جلال عويطة، في تدوينة على صفحته الرسمية بـ”الفايسبوك”، عن اللقاء الذي دار بينه وبين الطفل أشرف قائلا: “أشرف والآلاف مثل أشرف .. أشكر كل من كان سببا في هذا اللقاء بأشرف والذي تكلل بالنجاح، وتم الاتفاق على نقاط كثيرة مع أشرف وأسرته، منها تغيير منزلهم العشوائي الضيّق جدا الأسبوع المقبل، وعودة أشرف للتكوين والتحاقه بنادٍ رياضي وغيرها .. هذا عن اللقاء”.
وأضاف اعويطة، “لكن سبب اللقاء هو الصورة التي هزتنا جميعاً لأشرف وهو يصارع البحر بحثاً عن مستقبل كريم في دولة مجاورة .. أعلم أن هناك صوراً كثيرة للآلاف مثل أشرف لم تصلنا وأن هناك مشاهد لم يتم التقاطها أصلا كانت أشد وأقوى، نحن أمام واقع صعب جدا”.

وكشف عويطة أن “حالة أشرف صعبة جدا .. عاش اليُتم بكل معانيه منذ الصغر بحجم حرمان كبير جداً، لا أب لا أُم .. حتى صارت أسمى أمانيه ملابس جديدة كبقية أبناء المغاربة، رُبما قد تجد العذر لأشرف حين اختار المجازفة بحياته أمام الواقع الذي يعيشه، لكن لا عذر لنا جميعاً إن لم نستطع تغيير واقع أشرف وغيرِه من المغاربة الذين يُعانون بشكل خيالي”.
وتابع الفاعل الجمعوي، “صدقوني .. يجب أمام هذا العجز الحكومي الحاصل أن تتضاعف جهود الجميع من أجل عمل اجتماعي تضامني قوي حتى نتجاوز الأزمات الحالية”.
وختم اعويطة تدوينته، “اعتذرت لأشرف عن تقصيرنا، وأجدد اعتذاري لأمثال أشرف من الأيتام الذين لم نستطع كمجتمع كفالتهم والوقوف بجانبهم وسد حاجياتهم وتعويض حرمانهم .. سمحو لينا بزاف والله العظيم”.
