أكد محمد سعد برادة، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، أن الإصلاح الحالي لقطاع التعليم في المغرب يتبوأ مكانة متقدمة على الساحة الدولية، واصفاً إياه بأنه من بين أفضل 5 إصلاحات تعليمية على مستوى العالم.

جاء هذا التصريح اللافت خلال استضافة الوزير في برنامج “مع الرمضاني” على القناة الثانية (دوزيم) مساء أمس الأربعاء، حيث شدد على أن نجاح هذا الإصلاح يكمن في كونه قد “دخل إلى القسم” فعليًا، على عكس المحاولات السابقة.

بيداغوجيا “المدارس الرائدة” تثبت فعاليتها

أوضح الوزير برادة أن البيداغوجيا الجديدة المعتمدة في “المدارس الرائدة” قد بدأت “تؤتي ثمارها”، وهو ما يبرر تصنيفه للإصلاح المغربي ضمن الأوائل عالمياً، مشيراً إلى أن هذا التوجه الجديد حصد اهتمام و”تعجُّب” العديد من الدول.

واعتبر برادة أن النقلة النوعية للإصلاح الحالي هي أنه تجاوز العتبة، مؤكداً أن 11 إصلاحاً سابقاً “بقيت عند الباب”.

وكشف الوزير عن نتائج المقارنة التي تؤكد فعالية التوجه الجديد، حيث يتمكن تلاميذ “المدارس الرائدة” من الإجابة على 60 سؤالاً من أصل 100 في التقييمات، مقابل 40 سؤالاً فقط لنظرائهم في المؤسسات الأخرى.

وفي سياق متصل، شدد الوزير على ضرورة تجهيز المؤسسات التعليمية بالحواسيب وأجهزة العرض المرئي، لضمان نجاح الإصلاح في بيئة “في المستوى”.

وعلى الرغم من هذا التفاؤل، أكد برادة أنه لا يدّعي تحقيق جميع الأهداف بعد، مشيراً إلى أن التقييم الكامل لأثر الإصلاح يحتاج إلى وقت أطول، لافتاً إلى أن تعميم إصلاح التعليم الأولي، الذي بدأ في 2018، لن يكتمل إلا بحلول عام 2028.

مواجهة “الواقع المر” للهدر المدرسي

وضع الوزير محمد سعد برادة محاربة ظاهرة الهدر المدرسي، التي وصفها بـ “الواقع المرّ”، في صلب أهداف الإصلاح الحالي.

وكشف عن أرقام مقلقة، حيث يغادر أسوار المدرسة سنوياً نحو 270 ألف تلميذ، وهو رقم يوازي عدد فرص الشغل التي يتم خلقها سنوياً، مما يهدد فرص هؤلاء الشباب في ولوج سوق العمل.

وأرجع برادة سبب الهدر المدرسي أساساً إلى التلاميذ الذين يرسبون مرة ومرتين، مشيراً إلى أن 160 ألفاً من ضحايا هذا الهدر هم من تلاميذ المرحلة الإعدادية، وهي المرحلة التي لم يصل إليها الإصلاح بشكل كافٍ حتى الآن، حيث لم يتجاوز تطبيقه فيها نسبة 10 في المائة.

دفاعا عن تسقيف سن مباريات التعليم

تطرق الوزير أيضاً إلى استراتيجية تحديد سن ولوج مباريات التعليم عند 35 سنة (بعد أن كان 30 سنة)، مؤكداً أن هذا القرار كان “مدروساً”.

وأوضح برادة أن الأستاذ لا يصل إلى “المستوى العالي” من الخبرة في التدريس إلا بعد فترة تتراوح بين 10 إلى 15 سنة، ما يعني أن البدء متأخراً يقلص المدة التي يستفيد فيها القطاع من خبرة الأستاذ قبل تقاعده.

ومع ذلك، أكد الوزير أن الوزارة استجابت لمطالب “الجميع” وتم رفع سن التسقيف من 30 إلى 35 سنة.

كما لفت إلى أن أغلب الناجحين في مباريات التعليم للعام الماضي كانوا من الفئة السنية بين 23 و 25 سنة، متوقعاً استمرار هذا التوجه خلال السنة الحالية.

إدريس لكبيش / Le12.ma

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *