شكلت المحطة العاشرة من جولة “مسار الإنجازات” لحزب التجمع الوطني للأحرار بجهة درعة تافيلالت منصة لعرض حصيلة الأداء الحكومي، حيث سلط مصطفى بايتاس، عضو المكتب السياسي للحزب، الضوء على ملف حيوي يشغل بال ساكنة العالم القروي، وهو ملف رخص السكن والبناء.
كما وجه بايتاس سهام النقد إلى خصوم الحكومة، واصفاً إياهم بـ “صناع الفرجة” الذين يفضلون “الضجيج” على “النقاش الجدي”.
تبسيط مساطر البناء في العالم القروي: أولوية برلمانية
أكد بايتاس، في إشارة إلى مطالب المنتخبين والمواطنين في المنطقة، أن ملف رخص السكن والبناء في العالم القروي سيكون في مقدمة أولويات الفريق البرلماني لحزب التجمع الوطني للأحرار خلال المرحلة المقبلة.
وشدد على أن الحكومة قد “استوعبت تماماً حجم المطالب والانتظارات” المرتبطة بهذا الورش، مصرحاً بأن “الإشارة وصلت، وسيتم التعامل معها بما يقتضي من مسؤولية”، ما يمثل التزاماً بمعالجة مساطر البناء في القرى والمناطق الجبلية بجدية في المرحلة القادمة.
هذا التأكيد جاء ليبرز استجابة الحكومة لنبض المواطنين والعمل على إصلاح هذا الجانب الهام.
انتقاد لاذع لـ “صناع الفرجة”
على صعيد المشهد السياسي، وجه بايتاس انتقادات حادة لمن وصفهم بـ “صناع الفرجة”، في إشارة ضمنية إلى قيادات حزب العدالة والتنمية، متهماً إياهم بتفضيل “صناعة الضجيج” وتقديم “الفرجة” بدلاً من الانخراط في “النقاش الجدي والعمل المؤسساتي”.
واتهم المتحدث هذه الجهات بـ “ترويج صور مغلوطة وإطلاق افتراءات” على الرغم من بدء ظهور مؤشرات الأداء الحكومي على أرض الواقع.
وفي تحدٍ مباشر، شدد بايتاس على أن هؤلاء “لا يمكن لهم أن يقدموا دروساً في محاربة الفساد، وهم أنفسهم من رفعوا شعار عفا الله عما سلف”، مؤكداً أن التجربة الحكومية الحالية “سينصفها التاريخ” لأنها تستند إلى إصلاحات حقيقية، وليست مجرد شعارات.
مؤشرات قوية تدحض “العصر الذهبي للصحة”
وفي سياق دحض خطاب الخصوم، استعرض بايتاس معطيات مفصلة حول التطور الحاصل في قطاع الصحة، متهماً منتقديه بـ “صناعة الفرجة” من خلال تقديم أرقام غير دقيقة.
وقدم بايتاس الأرقام التالية كدليل على الإصلاحات غير المسبوقة: ارتفعت ميزانية الصحة من 14 مليار درهم إلى 42 مليار درهم، كما ارتفعت مقاعد تكوين الأطباء من 2650 إلى أكثر من 6000 مقعد، وتضاعف عدد كليات الطب من 5 إلى 11 كلية.
بالإضافة إلى ذلك، وصل عدد الممرضين في التكوين إلى 9500، وبلغ عدد الأطباء الأخصائيون الجدد 1204 هذا العام، ليرتفع إجمالي الموارد البشرية الصحية إلى 59 ألفاً.
وأكد بايتاس أن هذه المؤشرات “تدحض الخطاب الذي يقدّم سنة 2015 على أنها العصر الذهبي للصحة”، معتبراً أن من يروج لذلك “لا يقدم سوى الفرجة”.
أضخم الأوراش الإصلاحية منذ الاستقلال
أبرز بايتاس أن الحكومة الحالية أطلقت “أضخم ورش إصلاحي منذ الاستقلال”، مشيراً إلى أن ثماره تحتاج وقتاً لتظهر بشكل كامل على حياة المواطنين.
وذكّر بالأوراش الاجتماعية والاقتصادية الكبرى التي تم إطلاقها، وفي مقدمتها تعميم الحماية الاجتماعية والتغطية الصحية الشاملة، وإصلاح التعليم والصحة، إلى جانب تحقيق مكاسب اجتماعية مهمة مثل الترقية خارج السلم للأساتذة.
كما استعرض حجم الاستثمارات الضخمة المخصصة للقطاعات الاستراتيجية، على رأسها 147 مليار درهم للبرنامج الوطني للماء، بالإضافة إلى برامج دعم السكن وتعزيز القطاع السياحي، مؤكداً أن الحكومة “منصتة وتلتقط نبض المواطنين”.
إدريس لكبيش/ Le12.ma
