في صمتٍ موجع، ودّعت الساحة الإعلامية والأدبية المغربية، اليوم السبت، قامةً لا تُعوّض وركناً أصيلاً من أركانها.. الصحافي والكاتب القدير سعيد الجديدي.
إ. لكبيش / Le12.ma
فقدت الساحة الإعلامية والأدبية المغربية، اليوم السبت 27 شتنبر الجاري، قامة بارزة برحيل الصحافي والكاتب القدير سعيد الجديدي.
ويُعد الفقيد أحد الأعمدة المؤسسة للصحافة الناطقة باللغة الإسبانية في المغرب ما بعد الاستقلال، واشتهر بكونه أول مقدم لنشرات الأخبار بهذه اللغة على التلفزيون المغربي، حيث استمر عطاؤه لثلاثة عقود.
مسيرة حافلة بالإنجازات الثقافية
الجديدي، الذي ينحدر من أسرة تطوانية عريقة اشتهرت بالعلم والدين (أسرة علال البختي)، لم يقتصر تأثيره على الشاشة فحسب، فقد كان مترجماً أدبياً وثقافياً فذاً، وله دور محوري في تقريب الفكر والأدب العربي من الجمهور الإسباني.
وتشمل قائمة أعماله المترجمة عدداً كبيراً من الكتب الإسلامية والثقافية الهامة إلى الإسبانية، من أبرزها: “الشمائل المحمدية”، “هذا الحبيب يا محب”، “صفة الصلاة لابن العثيمين”، “الكلم الطيب لابن تيمية”، “حصن المسلم”، و”رسالة ابن أبي زيد القيرواني”.
كما كان سعيد الجديدي من أبرز الروائيين المغاربة الذين يكتبون باللغة الإسبانية.
تكريم ملكي إسباني لجهوده
تقديراً لجهوده الجبارة في مدّ جسور التواصل الثقافي وتكريس اللغة الإسبانية في المغرب، حاز الصحفي الراحل على وسام الاستحقاق الرفيع من دولة إسبانيا.
وقد تم منحه هذا الوسام، الذي يمنحه الملك فيليب السادس، تقديراً “لجهوده في تقريب المشاهدين المغاربة من اللغة الإسبانية عبر نشرات الأخبار” حيث تسلم الوسام في أكتوبر 2018، عبر السفير الإسباني بالمغرب، في حفل أقيم آنذاك.
نعي الراحل
وتأكيداً لخبر الوفاة، نعاه على صفحته بمنصة “فيسبوك” كل من رئيس رابطة علماء المغرب العربي، الحسن بن علي الكتاني، الذي وصفه بأنه “جارنا الصحفي القدير… كان بشوشا طيبا محافظا على عباداته”، وكذلك الإعلامي عتيق بنشيكر.
وبهذا الرحيل، تخسر الساحة الثقافية والإعلامية المغربية سفيراً حقيقياً للثقافة بين ضفتي المتوسط، ترك خلفه إرثاً غنياً من الترجمة والإعلام.
