كشفت أرقام رسمية عن الحجم الهائل للجهود التي تبذلها القوات المسلحة الملكية المغربية والدرك الملكي في مواجهة ظاهرة الهجرة غير النظامية والأنشطة الإجرامية المرتبطة بها، وذلك في إطار حماية السيادة الوطنية ومراقبة الحدود والساحل.
وأفاد عبد اللطيف لوديي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني، بأن وحدات البحرية الملكية والدرك الملكي تمكنت، إلى غاية متم شهر شتنبر من سنة 2025، من إنقاذ 40 ألف مرشح للهجرة من الغرق والموت، إلى جانب توقيف ما يزيد عن 21 ألف مرشح للهجرة غير المشروعة.
وفي هذا الصدد، فككت مصالح الدرك الملكي 148 شبكة إجرامية تنشط في مجال الهجرة غير المشروعة، وتم التحقيق مع 461 شخصاً يعملون ضمن هذه الشبكات.
ولدعم هذه العمليات، سخرت وحدات الدرك الملكي وسائل لوجستيكية متقدمة، بما في ذلك طائرات أنجزت 509 مهام مراقبة بحرية، بمعدل 650 ساعة طيران، إضافة إلى الاستعانة بطائرات مسيرة.
ولم تقتصر مهام البحرية الملكية على الإنقاذ، بل امتدت لتشمل مكافحة الأنشطة غير المشروعة، حيث أجرت 44 عملية تدخل للمساعدة والإنقاذ لسفن ووسائل نقل بحرية كانت في حالة خطر، وتصدت للأنشطة غير المشروعة من خلال حجز أزيد من 19 طناً من المواد المخدرة.
كما تضطلع البحرية الملكية بمهام شرطة الصيد، حيث قامت بمراقبة 1032 سفينة صيد، وسجلت مخالفات في حق 610 منها، ما يؤكد السهر على الحفاظ على النظام البيئي البحري واستدامة الموارد.
وأكد الوزير لوديي أن حماية السيادة الوطنية ومراقبة الحدود هي من الاهتمامات الرئيسية للقوات المسلحة الملكية، التي تعبئ موارد بشرية ومادية مهمة لمراقبة الحدود البرية على طول حوالي 3300 كيلومتر، والشواطئ والساحل على مسافة تقارب 3500 كيلومتر، ومراقبة المجال الجوي الوطني.
وتعتمد القوات البرية في مراقبة الحدود على آلية متكاملة تشمل نقاطاً ثابتة ودعماً على مستوى مناطق عديدة، مدعومة بفرق للتدخل ودوريات متنقلة، إضافة إلى نظام للمراقبة الإلكترونية يشمل رادارات ثابتة ومتحركة، ووسائل بصرية إلكترونية، ومستشعرات اهتزازية، وطائرات مسيرة.
وتساهم القوات الملكية الجوية بدور فعال عبر سلسلة من الرادارات الثابتة لمراقبة المجال الجوي ضد أي اختراق.
ويواصل الدرك الملكي والقوات المسلحة الملكية بذل “مجهودات متواصلة ويقظة مستمرة” للتصدي لظاهرة الهجرة غير المشروعة، من خلال تعزيز الموارد البشرية والتجهيزات والمعدات اللازمة لمراقبة الحدود وإنقاذ الأرواح البشرية من مخاطر الغرق والموت.
إدريس لكبيش / Le12.ma
