في خطوة تمثل انتصارا صناعيا جديدا وبارزا للمغرب، سيجري تجميع الجيل القادم من سيارة سيتروين (C4) في المملكة، وذلك في مصنع “ستيلانتيس” بمدينة القنيطرة.
وفي الوقت الذي سيستمر فيه إنتاج الطراز الحالي، المصنع في مدريد، إلى غاية سنة 2029، يرتقب أن يشكل الطراز الجديد تحولا نوعيا على مستوى التصميم، بما يؤهله لمنافسة مباشرة مع السيارة الرائدة في السوق “داسيا داستر”. وفي هذا السياق، قررت مجموعة “ستيلانتيس” نقل إنتاج النسخة الجديدة من (C4) من إسبانيا إلى المغرب.
وسيبنى هذا الطراز الجديد على منصة “السيارة الذكية”، المعتمدة بالفعل في سيارة (C3)، على أن ينطلق تصنيعه في القنيطرة عام 2026.
وسيشهد الجيل الرابع من (C4)، تحولا جذريا ليصبح سيارة رياضية متعددة الاستخدامات (SUV)، بأسعار معقولة.
وسيستمد التصميم الجديد حوالي 70 في المائة من شكله من السيارة الاختبارية “أولي” التي عرضت عام 2022، والتي تتميز بتصميمها الجريء والزوايا الحادة.
ويهدف هذا التوجه إلى إعادة تموقع “سيتروين” كعلامة موجهة للمبتدئين داخل المجموعة، وقادرة على منافسة النجاح الكبير الذي تحققه “داسيا”.
وشهد قطاع صناعة السيارات في المغرب خلال النصف الأول من سنة 2025 دينامية قوية تجسدت في تسجيل نمو بنسبة 36 في المائة في حجم الإنتاج، بحسب ما كان أورده بلاغ صادر عن وزارة الصناعة والتجارة.
ويعكس هذا الارتفاع نجاعة التوجهات الصناعية الوطنية، التي تراكم مكاسبها منذ أزيد من عقدين، كما يعكس تموقع المملكة الريادي بصفتها أول مصدر للسيارات في القارة الإفريقية.
ويعزز هذا الأداء الثقة في الرؤية الإستراتيجية التي تنبني على التصنيع التنافسي، وتكامل سلاسل القيمة، وجاذبية المنظومة المغربية للاستثمار الصناعي.
وبلغ عدد السيارات التي صنعت في المغرب خلال الأشهر الستة الأولى من سنة 2025 تجاوز 350 ألف وحدة، مقابل ما يقارب 257 ألف وحدة في الفترة نفسها من سنة 2024، وهو ما يعكس نموا كميا ملحوظا يعزى بالأساس إلى التوسع المستمر للمنصات الصناعية بكل من طنجة والقنيطرة.
