رحيل أحمد طالب الإبراهيمي ليس فقط حدثًا في سجل الجزائر، بل هو علامة على نهاية مرحلة فكرية وسياسية كانت تعيش على صدى الماضي وتتوهم الاستمرار في معارك الأمس.

*محمد سليكي-رئيس التحرير
لم يدفعنا تتبعنا الصحفي المهني الآني للتمرين الديمقراطي، الذي تعيشه بلادنا بإنخراط منّ شبابها، إلى القفز على حدث إستثنائي، عرفته الجزائر، يتمثل في وفاة أحمد طالب الإبراهيمي، أحد صناع عقيدة العداء للمغرب.
الأحد 5 أكتوبر، سيودع الدبلوماسي الجزائري، أحمد طالب الإبراهيمي، الذي شغل منصب وزير الخارجية بين 1982 و1988، عالمنا هذا عن عمر ناهز 93 عاما، بحسب ما أعلن التلفزيون الجزائري.
وبرحيل أحمد طالب الإبراهيمي، الذي يعتبر أحد آخر رموز جيل الاستقلال، يطوي المشهد المغاربي صفحة كاملة من التاريخ السياسي والفكري للجزائر كدولة أنشأتها سلطات الاحتلال الفرنسي سنة 1962، بعدما غزتها ثم اشترتها من العثمانيين، لتسمّي الأرض كلها، التي اقتنها باسم “الجزائر” نسبة إلى مدينة الجزائر التي تسلّمتها من الداي حسين في 5 يوليوز 1830.
لقد كان الراحل من خدام الدولة، الذين عاشوا على إيقاع التحولات الكبرى للجزائر، من معركة التحرير إلى بناء الدولة، ومن منابر السياسة إلى دهاليز السلطة، محتفظًا بموقعه بين “الحرس القديم”، الذين صاغوا خطاب الجزائر الرسمي لعقود طويلة.
غير أن هذا الرحيل، مهما حمل من رمزية شخصية وتاريخية، يذكّرنا أيضًا بأن جيل الممانعة المغلقة والمنغلقة في الجزائر، الذي جعل من العداء لوحدة المغرب الترابية عقيدة سياسية، يمضي إلى زوال. فالمواقف التي ظلّ الإبراهيمي يعبّر عنها، سواء من موقع المسؤول أو المثقف القومي، كانت جزءًا من منظومة سياسية كرّست الانغلاق، وأدارت ظهرها لحقيقة التاريخ والجغرافيا ووحدة الشعوب المغاربية التي لا تُلغى بخطاب أو قرار.
لقد كان الراحل من الداعين إلى “استفتاء تقرير المصير”، وفق الخطاب الرسمي الجزائري في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي.
غير أن الزمن السياسي تجاوز تلك الأطروحات الجامدة.
اليوم، لا أحد في المجتمع الدولي يطرح خيار الانفصال أو يشكك في مغربية الصحراء، بعد أن تحوّل مقترح الحكم الذاتي المغربي إلى قاعدة واقعية ومرجعية دولية لحل النزاع.
دول كبرى، على رأسها أمريكا وفرنسا وإسبانيا وبريطانيا، أقرت بمغربية الصحراء، في وقت تتساقط فيه أوهام “الكيان المزعوم” واحدًا تلو الآخر…
رحيل أحمد طالب الإبراهيمي ليس فقط حدثًا في سجل الجزائر، بل هو علامة على نهاية مرحلة فكرية وسياسية كانت تعيش على صدى الماضي وتتوهم الاستمرار في معارك الأمس.
أمّا المستقبل، فقد اختار وجهته: صحراء مغربية، مغرب آمن، ووحدة ترابية صلبة لا رجعة فيها.
رحل الرجل، وبقيت الحقيقة كما هي: الوحدة الترابية للمغرب ليست قضية نزاع، بل قضية وجود، لا تُقاس بالمواقف العابرة ولا بالمزايدات الخطابية، بل بثبات التاريخ والدم والهوية.
لقد غيّر العالم خرائط كثيرة، لكنه لم يستطع أن يغيّر اتجاه البوصلة في الجنوب المغربي، حيث يتجذّر انتماء الأرض إلى الوطن، ويتجذر الوطن في وجدان أهله.
الصحراء ستبقى شاهدةً على صلابة المغرب وعلى عبث كل خطابٍ حاول أن يفصلها عن جذورها، والذين عاندوا هذه الحقيقة يمضون واحدًا تلو الآخر، ومع كل رحيلٍ منهم ينحسر زمنٌ كامل من الوهم السياسي، الذي لعب دورا قذرا في تشتيت دول الاتحاد المغاربي، وفي الفصل بين شعوبها المغاربية.
في هذا السياق، نعتقد أنه يمكن للمنطقة المغاربية أن تستعيد عقلها الجمعي إذا ما تجاوزت خطابات العداء وأوهام الانفصال، وبنت على ما يوحّدها لا على ما يفرّقها. فالأجيال الجديدة في الجزائر والمغرب لم تعد أسيرة معارك الجيل القديم، ولا تعنيها شعارات “تقرير المصير”، بقدر ما يعنيها تقرير المصير التنموي المشترك لشعوب تعبت من الإيديولوجيا وتنتظر المستقبل.
لذلك نقول في جريدة le12.ma، المغربية، مات أحمد طالب الإبراهيمي، في هدوء، كما تموت الأفكار حين تنتهي صلاحيتها التاريخية.
لكن المغرب باقٍ في مكانه، وصحراؤه باقية معه… مغربية وستبقى مغربية.

هلك وسيقبر كما هلك قبله بوخروبة وبوتعويقة وخالد جزار وقبله العماريان وبعد سيهلك ابو حفاظات شين الريحة والغايس الحالي تفون كذبون سكرون خنون البهلول المغبون الملعون وساعي بريد نظامه الفاشل القذر اجمد جفاف وبوقدوس وستبقى المملكة المغربية الشريفة شامخة بصحرائها المغربية وبحول تسترجع صحرائها الشرقية .
الله الوطن الملك