كل ما وجدته كان أقرب إلى “مركز المناكفات الموسمية”، حيث تطل علينا رئيسته بين الفينة والأخرى بتدوينات تثير الجدل أكثر مما تثير الفكر.

* سعيد كان 

كأي فرد يملك فضولًا صحفيًا ونزعةً مزاجية نحو تتبع الشأن العمومي، كنت أتابع منذ البداية مركز التفكير “المغاربة الجدد”.  كنت متأملًا أن أجد فيه ما يُشبه التفكير، أو على الأقل شيئًا يُشبه المركز. 

لكن للأسف، كل ما وجدته كان أقرب إلى “مركز المناكفات الموسمية”، حيث تطل علينا رئيسته بين الفينة والأخرى بتدوينات تثير الجدل أكثر مما تثير الفكر.

السيدة الرئيسة ناشطة .. فحتى لو لم نجد فكرًا، وجدنا حركة. 

لكن ما أثار فضولي مؤخرًا هو ردها على من اتهمها بأنها ليست صحافية ولا تمارس مهنة معروفة. 

ردها كان مفاجئًا، بل صادمًا، بل… كوميديًا من الطراز الأول.

قالت السيدة الرئيسة، بكل ثقة: “أنا رئيسة جمعية مركز تفكير المغاربة براتب ممتاز”. 

هنا توقفت قليلًا، ليس لأني غرت من “الراتب الممتاز”، بل لأن العمل الجمعوي، حسب القانون، لا يُفترض أن يكون مدفوع الأجر لأعضاء المكاتب. 

الموظفون نعم، أما الرؤساء فالأصل فيهم التطوع، لا التوظيف. 

لكن دعونا لا نُفسد متعة السخرية بالتفاصيل القانونية.

قررت أن أعود إلى موقع المركز لأبحث عن هذا “التفكير الممتاز”، فوجدت أربع مقالات تحليلية، أقرب إلى خواطر سياسية منها إلى أبحاث علمية. 

لا منهجية، لا مصادر، لا نتائج.

فقط إنشاءٌ أنيقٌ يُشبه مقالات الرأي في الصحف، لا تقارير مراكز التفكير.

لكن اللحظة الذهبية كانت حينما حاولت التعمق أكثر، فظهرت لي العبارة التالية على الموقع:

‏404 LOOKS LIKE YOU’RE LOST.

وترجمتها إلى العربية تعني : «404 يبدو أنك تائه».

وهنا فقط شعرت أنني وجدت شيئًا “فكريا، فلسفيا وصادقًا” في هذا المركز. 

أخيرًا، عبارة تعبر عن حالتي الفكرية وأنا أبحث عن “المغاربة الجدد” وسط ضباب من الإنشاء والرواتب الممتازة.

*عن صفحة الزميل سعيد كان بتصرف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *