بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخمسينية للمسيرة الخضراء المظفرة، شهدت مدينة الداخلة، أمس الجمعة، زيارة عمل هامة قام بها لحسن السعدي، كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني.
وأشرف السعدي خلال هذه الزيارة على تدشين وإطلاق مجموعة من المشاريع الهيكلية الرامية إلى إعطاء دفعة قوية لقطاعي الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني بجهة الداخلة وادي الذهب.
وقد تمت الزيارة بمعية علي خليل والي جهة الداخلة وادي الذهب، وسيداتي الشكاف، رئيس غرفة الصناعة التقليدية بالجهة، والخطاط ينجا، رئيس مجلس الجهة، ومحمد سالم حمية، رئيس المجلس الإقليمي، والراغب حرمة الله، رئيس المجلس الجماعي للداخلة، بالإضافة إلى برلمانيي الجهة والمنتخبين المحليين والجهويين، مما يجسد الالتزام الحكومي بتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالأقاليم الجنوبية للمملكة.
في مستهل الزيارة، تم التوقيع على اتفاقية شراكة محورية بين كتابة الدولة وغرفة الصناعة التقليدية لجهة الداخلة وادي الذهب، في إطار “برنامج الكنوز الحرفية المغربية”.
وتهدف هذه المبادرة إلى الحفاظ على حرف الصناعة التقليدية المهددة بالانقراض بالجهة، من خلال جرد وتوثيق التراث الحرفي غير المادي، وتثمين مكانة الصناع التقليديين الحاملين للمعارف والمهارات الأصيلة باعتبارهم الذاكرة الحية للتراث المغربي، وضمان نقل هذه المهارات الثمينة إلى الأجيال الصاعدة عبر برامج تكوينية متخصصة.
وشكل تدشين المعهد المتخصص في فنون الصناعة التقليدية بالداخلة (ISAT) نقطة بارزة في الزيارة.
هذا الصرح التكويني الجديد، الذي يضم مرافق تعليمية حديثة تشمل ورشات تطبيقية متخصصة، وقاعة عرض للمنتجات الحرفية، ومكتبة وقاعة للمحاضرات، يمثل خطوة هامة نحو تأهيل الكفاءات المحلية.
وتبلغ الطاقة الاستيعابية للمعهد 180 متدرباً ومتدربة، موزعين على تخصصات متنوعة تشمل الصياغة، الخياطة والتطريز، النسيج، والميكانيك والتبريد.
ويهدف المشروع إلى تكوين وتأهيل الشباب في مهن الصناعة التقليدية عبر نظامي التكوين بالتدرج والتكوين النظامي، وتزويدهم بمهارات حديثة تواكب متطلبات سوق الشغل.
وفي السياق ذاته، أعطيت انطلاقة أشغال مركز الاستقبال التابع للمعهد، الذي سيضم مركز إقامة للطلبة، ومساكن وظيفية، ومرافق رياضية واجتماعية، لتحسين ظروف الإقامة والتكوين للمتدربين.
كما توجت الزيارة بافتتاح المعرض الجهوي للاقتصاد الاجتماعي والتضامني في نسخته الأولى، المنظم في الفترة ما بين 7 و13 نونبر 2025.
ويأتي هذا المعرض كتجسيد عملي للرؤية الملكية السامية لتنمية الأقاليم الجنوبية، والرامية إلى دعم المقاولات الاجتماعية وتمكين الفاعلين المحليين من ولوج الأسواق.
ويستضيف المعرض ما يناهز 120 عارضاً وعارضة من التعاونيات والجمعيات المحلية بجهة الداخلة وادي الذهب، بالإضافة إلى وافدين من مختلف جهات المملكة، ليكون بذلك فضاءً للتبادل والتسويق وإبراز القدرات الإنتاجية للجهة.
ويتخلل المعرض تنظيم تكوينات وورشات تطبيقية في مجالات التسويق، التدبير، والابتكار، لتطوير مهارات الفاعلين وتعزيز كفاءاتهم البشرية، انسجاماً مع الاستراتيجية الوطنية للنهوض بهذا القطاع.
إن هذه المناسبة الاقتصادية والاجتماعية الكبيرة تمثل دعماً للمنتوج المحلي وتشجيعاً لمبادرات الشباب والنساء، وتؤكد على مساهمة جهة الداخلة وادي الذهب في بناء اقتصاد اجتماعي تضامني قوي ومستدام، يسير بخطى واثقة نحو مستقبل مزدهر في إطار مغرب متضامن.
