إدريس الكنبوري

 

امرأة على رأس المخابرات الإسبانية اليوم لأول مرة في تاريخها. باث إستيبان لوبيث، متخصصة في اللغة والأدب ولديها خبرة في الاستخبار الخارجي.

مهمة هذه المسؤولة الجديدة ستكون مختلفة تماما عن جميع الذين سبقوا. جميع المسؤولين السابقين في المخابرات الإسبانية كانت لديهم مشكلة واحدة على مدى عقود طويلة من الزمن: حركة “إيتا” الباسكية. الآن، لم تعد “إيتا” موجودة بعد أن حلت نفسها واعتذرت للإسبان عن تاريخها الإجرامي منذ نهاية الخمسينيات.

أما المشكلة الجديدة التي ستكبّ عليها هذه السيدة فهي الحركات الجهادية والتطرف الديني. والمشكلة أن الإعلام الإسباني لا يميز بين الحركات الجهادية والجمعيات الإسلامية، بين الإسلام والتطرف، لذلك قد تحصل أخطاء جسيمة من شأنها أن تؤدي إلى الصدام مع دول مجاورة، مثل المغرب، الذي يوجد العديد من مهاجريه في إسبانيا، بسبب الخلط الممكن بين الجمعيات الشرعية والأخرى غير الشرعية.

من الطرائف أن مخابرات بعض الأنظمة العربية سقطت في الأخطاء نفسها إبان السبعينيات والثمانينيات. في تلك الفترة كان اليسار هو الوحيد الناشط في الساحة السياسية وكان من عادة الماركسيين ترك اللحية سيرا على نهج ماركس، أب السلفية الماركسية. فلما أن بدأت ملاحقة الإسلاميين كان هؤلاء الماركسيون يسقطون ضحية الاعتقال العشوائي بسبب تلك اللحية.. ولم يكن ينقدهم من التعذيب والمحاكمة سوى رائحة الخمر أو ملاحظة عدم التزامهم بالصلاة في الزنزانة…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *