العد التنازلي قد بدأ لنهاية وهم الانفصال ومشروع “البوليساريو” الذي يعيش آخر أنفاسه السياسية والدبلوماسية.

فقد حسمت واشنطن، بصفتها الحاملة للقلم داخل مجلس الأمن في كل ما يتعلق بملف الصحراء المغربية ، المسودة النهائية لمشروع القرار الأممي، ووزعته مساء الاثنين باللون “الأزرق” على أعضاء المجلس، تمهيدا للتصويت عليه يوم الخميس 30 أكتوبر الجاري.

ويعد توزيع المسودة باللون الأزرق مرحلة دبلوماسية متقدمة في مسار اعتماد القرارات داخل مجلس الأمن، إذ يعني أن النص بلغ صيغته النهائية بعد سلسلة من المشاورات والمفاوضات، مع إدراج التعديلات المقبولة واستبعاد المقترحات غير المتوافق عليها، ما يجعل المشروع جاهزا للتصويت الرسمي.

مصادر أممية أكدت أن الخطوة الأمريكية تعكس توافقا واسعا داخل المجلس حول مضمون القرار، الذي يقضي بتمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة في الصحراء المغربية “المينورسو” إلى غاية 31 يناير 2026، مع التشديد على دعم الجهود السياسية التي يقودها المبعوث الشخصي للأمين العام لإحراز تقدم نحو حل نهائي.

النسخة النهائية، وفق نفس المصادر، لم تختلف كثيرا عن النص الأول الذي قدمته واشنطن الأسبوع الماضي، باستثناء تعديلات شكلية لا تمس الجوهر، الذي يقوم أساسا على دعم الحل السياسي الواقعي القائم على مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، باعتباره الحل الجاد والوحيد القادر على إنهاء هذا النزاع المفتعل.

وبذلك يتأكد أن مشروع القرار الأمريكي الجديد ليس مجرد تمديد تقني لبعثة المينورسو، بل إشارة واضحة إلى قرب إسدال الستار على خرافة الانفصال التي تتغذى عليها “البوليساريو” وراعيتها الجزائر، في وقت يترسخ فيه الإجماع الدولي أكثر من أي وقت مضى حول مغربية الصحراء ومصداقية المبادرة المغربية.

*السالكة منت عبد الله- كاتبة سياسية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *