لكل مدينة وقرية رائدات ورواد، بصموا بمعادن نفيسة في سجلات تاريخها الحضاري. ساهم كل من زاويته وتخصصه في نهضتها وتطورها في كل المجالات.

من بين شهداء المقاومة الذين اصطفاهم الله عز وجل أن يناهضون الاستعمار ويطمحون الى تحرر المغرب من ويلات الحماية الفرنسية المقاوم الفد مصطفى المعاني.

تشبع المقاوم مصطفى المعاني، بروح الوطنية المغربية وفكر التحرير.

هاجر مصطفى المعاني دوار أولاد الشاوي، جماعة جاقمة إقليم برشيد، رفقة عائلته وهو صغير السن إلى الدارالبيضاء.

خلال تلك الظروف العصيبة التي كانت تجتازها بلادنا انداك، كانت أول حرفة امتهنها الشهيد هي “سيكليس”: صيانة وإصلاح الدرجات الهوائية والنارية.

بإحدى أزقة “بوشنتوف” بمحل جد صغير يحمل رقم 41 والذى كان نقطة تجمع و اجتماع بين رفقاء الدرب الطويل من المقاومين المناضلين الذين لم يكن همهم سوى أن يشع نور الحرية والاستقلال.

إنتمى المقاوم مصطفى المعاني لخلية ولد غزالة، والد سعاد التي رافقت زوجها محمد الفقيه البصري نصف حياته لاجئا. كما تزوج مصطفى المعاني، إبنة خالة سعاد ولد غزالة.

تكلف مصطفى المعاني، بقتل أحد الخونة، وكان وقتها على ميعاد مع الموت في 8 يوليوز 1955، وعلى متن سيارة البوليس لم يجد الشهيد صعوبة من امتصاص حبات الموت، ليظل وفيّا لتعهده لقاضي التحقيق لأن لا يعود إليه مرة أخرى.

ليس من السهل أن يترك انسان اسمه في التاريخ.

مصطفى المعاني هذا البطل الفد حملت شوارع و أزقة جل المدن المغربية إسمه و تناساه المسؤولين بمدينة برشيد.

هنا لا تقام له ذكرى ولا أحد يتذكر قبره الموجود بالحباشة على بعد 6 كيلومترات من برشيد إلا أهل دواره وأفراد عائلته، و لم تتم أي إلتفاتة لهذا البطل، لكن يتذكره المخلصون و الأوفياء من أمثاله وهو من الشهداء حي عند ربه يرزق.

على غرار المقاوم مصطفى المعاني، أنجب إقليم برشيد عدة مكافحين للإستعمار الفرنسي، و من بينهم بالضبط الوطني والمناضل الفد عبد السلام المعاني الملقب بالشاوي، والمنحدر من دوار الدرانة، جماعة سيدي المكي.

تاريخ المقاومة يصنعه أولئك المجاهدون والمناضلون المجهولين الذين كرّسوا حياتهم من أجل قضية تحرر المقهورين والمقموعين والمظلومين.

*شمس الدين ماية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *