شاهدت أمس فيديو تظاهرة احتجاجية نظمها عدد من ساكنة العرائش قبالة هذه الشرفة المطلة على المحيط الأطلسي.
*أحمد الدافري
أنا الآن أتناول شايا بالأعشاب في مقهى بمدينة العرائش قبالة الشرفة الأطلسية
(بلكون أتلانتيكو BALCON ATLANTICO).
شاهدت أمس فيديو فيه تظاهرة احتجاجية نظمها عدد من ساكنة العرائش قبالة هذه الشرفة المطلة على المحيط الأطلسي، تنديدا بما اعتبروه إساءة لجماليتها ولتاريخها العريق، بعد أن تمت إعادة تهيئتها.
قبل أن أجلس هنا قبالتها، تمشيت قليلا فوق رصيفها محاولا أن أعرف وجه البشاعة في شكلها الجديد الذي أثار احتجاج الناس.
ربما لم ترقهم أرضية الرصيف التي كان ممكنا أن تكون أفضل.
لا أعرف بالضبط ما هو الخلل.
هذه الشرفة لدي معها ذكريات من فترة العنفوان.
في السنتين الدراسيتين 1980-1981 و 1981-1982 كنت أدرس في العرائش علوم الرياضيات بثانوية محمد بن عبد الله، وكنت أقيم في القسم الداخلي، بعدما اخترت أن أتوجه نحو نفس الشعبة التي اختارها قبلي شقيقي محمد جلال الذي كان عبقريا في الرياضيات.
كنت آتي إلى الشرفة الأطاسية رفقة أصدقاء لي في الدراسة وكانت الأجواء هنا رومانسية جدا.
كان كل من لديه صديقة يأتي رفقتها هنا في لحظة الغروب.
عندما أتى لي النادل بما طلبته منه، سألته عن المشكل الذي جعل الناس يخرجون أمس للاحتجاج.
قال لي بأن هناك من لم يعجبه أن تتم إزالة العشب الأخضر والأشجار من أرضية الشرفة.
رجل في مثل سني، يجلس بجانبي، كان يستمع إلى الحوار بيني وبين النادل قال لي :
الناس خرجوا يحتجوا حيت هاذ الإصلاحات تخسرت عليها ثلثاشر مليار، وسألني : واش دابا هاذ الإصلاح ساوي ثلثاشر مليار؟
قلت له :
بزاف. واش كاين شي وثائق كتأكد أن كلفة الإصلاح هي ثلثاشر مليار؟
قال لي : والله ما عارف. الجمعيات كيقولو هاذ الشي.
هززت رأسي وسكتت.
بعد لحظة سألني الرجل :
أنتا من العرايش؟
قلت له :
لا. غير زائز.
قال لي :
ما عرف فين سبق لي شفتك.
قلت له مازحا:
إذا كنتي عرايشي غادي تكون شفتيني ملي كنت كنجي
للبالكون أتلانتيكو عام 1981.
ضحك وقال لي :
أنا عرايشي من حومة جنان بيضاوة خلوق وترابي.
وعام 1981 كان فعمري 17 عام.
قلت له : إيوا إذا كنتي فذيك الوقت كتقرا فالثانوي غاديين نكونو كنا كنعرفو بعضياتنا.
قال لي :
إيه. كنت فذيك الوقت كنقرا فالثانوية التيجيرية.
يقصد بالتيجيرية ثانوية محمد بن عبد الله وهو الاسم الشعبي المعروفة به في العرائش.
الله يكبرنا في طاعة الله.
وهذا ما كان.
*كاتب/ صحفي
