عبارة “الموسخ لي ولدك” المنسوبة للوزير عبد اللطيف وهبي، تبقى مرفوضة ومدانة، وإن لم نسمع أنه وجهها بشكل مباشر إلى نائب حزب العدالة والتنمية عبد الصمد حيكر.

لكن آخر من يحق له إعطاء الدروس في الأخلاق إلى السياسين هو عبد الإله ابن كيران أمين عام حز.ب العدالة والتنمية، وعدد من قادة حزبه.

نتذكر جيداً كيف أمعن ابن كيران أكثر من مرة في إهانة عدد ممن يخالفونه الرأي السيا.سي من سياسيين خاصة من مكونات حكومة أخنوش.

اليوم يعود الجدل من جديد حول الخطاب الأخلاقي في السياسة المغربية على خلفية العبارة المنسوبة لوزير العدل عبد اللطيف وهبي، والتي يُقال إنها طالت النائب البرلماني عبد الصمد حيكر.

ورغم غياب تأكيد مباشر بشأن توجيهها له، فقد سارع حزب العدالة والتنمية إلى استثمار الواقعة للحديث عن “انحدار الخطاب السياسي” و”ضرب الأخلاق العامة”.

غير أن هذا الموقف يثير الكثير من علامات الاستفهام، خصوصًا أن أمينه العام عبد الإله ابن كيران، كثيرًا ما وجد نفسه في المركز ذاته الذي يتهم اليوم الآخرين بالوقوع فيه.

فابن كيران نفسه كان، خلال محطات سابقة، طرفًا في سجالات حادة اتّسمت أحيانًا بخطاب بعيد عن الكياسة في السياسية.

ولازال الرأي العام يتذكر تلك التصريحات التي وجّهها لعدد من المسؤولين والسياسيين، خصوصًا من مكونات الحكومة الحالية، والتي اتّسمت بحدّة غير مألوفة في التواصل بين الفاعلين السياسيين.

كما أنّ إحدى خرجاته الشهيرة تضمنت نعوتًا مباشرة لرئيس الحكومة، في خطوة أثارت حينها استغرابًا واسعًا، بالنظر إلى أن رئيس الحكومة منتخب من الشعب ومعيَّن وفقًا للدستور من طرف جلالة الملك.

ولم يقتصر شتم إبن كيران على الخصوم السياسيين من الصف الأول، بل امتدّ في بعض المناسبات إلى مواطنين وصحافيين و شخصيات من خارج دائرة الصراع الحزبي.

لا بل، لقد استعمال أوصافا استفزّت جزءًا من الرأي العام، مثل كلمة “ميكروبات” وغيرها من التعابير التي لا تنسجم مع لغة المسؤولية السياسية.

أمام هذه السوابق، يبدو أن دعوات حزب ابن كيران اليوم إلى “الالتزام بالأخلاق” و”تنقية الخطاب السياسي” تُواجَه بتساؤلات مشروعة حول انسجامها مع ممارسات زعيمهم السابقة.

فالانخراط في خطاب هجومي لسنوات، ثم الانتقال إلى موقع الداعي إلى الانضباط الأخلاقي، يضع المتابع أمام مفارقة واضحة، ويجعل من الصعب اعتبار ابن كيران وحزبه مرجعًا في هذا الباب، على الأقل في نظر المنتقدين الذين يرون أن من يطالب بالأخلاق ينبغي أن يكون أول الملتزمين بها.

إن النقاش حول الأخلاق في السياسة يظل مهمًا وضروريًا، لكنه لا يكتسب وزنه إلا حين يُرفَق بالانسجام بين الخطاب والممارسة.

وفي السياق الحالي، يبقى عبد الإله ابن كيران —بحسب منتقديه— آخر من يمكنه توجيه الدروس في هذا المجال، ما لم يفتح هو نفسه صفحة جديدة تُؤسِّس لخطاب سياسي أكثر اتزانًا واحترامًا، ولثقافة اختلاف لا تُختزل في الاتهامات والنعوت الحادة.

في المحصلة، الشتم مرفوض ومدان يا وهبي.. لكن في الحقيقية حيكر شرب فقط من البئر الذي دنسه ابن كيران! .

جريدة Le12.ma

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *