إستفاقت ساكنة قصر المنقارة بالجرف، بإقليم الرشيدية، اليوم الأحد على وقع إحصاء خسائرها جراء فيضان واد البطحاء، حيث تضررت وانهارت مبان وقصور مزارع.. ما جر سخط الساكنة تجاه تدخلات وزارة التجهيز والماء، التي يقودها زعيم حزب الاستقلال نزار بركة.
سخط جاء على خلفية عدة أسباب بحسب تصريحات الشباب الذين نظموا صباح اليوم وقفة احتجاجية، لعل من أهمها تغيير مجرى واد البطحاء من مساره الاول في إتجاه «الغابة»، إلى إتجاه قصر منقارة.
في التفاصيل، لم تكن ليلة السبت / الأحد، هادئة تلك التي عاشتها ساكنة قصر المنقارة بالجرف، بإقليم الرشيدية.
فمع ساعات متأخرة من الليل، تحوّلت الأزقة الضيقة والبيوت الطينية إلى مجارٍ مائية، بعدما اجتاحت السيول الجارفة لواد البطحاء القصر، مخلفةً أضرارًا جسيمة وسقوط عدد من المنازل، وسط حالة من الخوف والهلع في صفوف السكان.
ليلة عصيبة تحت رحمة السيول
بحسب مصادر محلية، فإن الأمطار العاصفية التي شهدتها المنطقة خلال اليومين الأخيرين أدت إلى ارتفاع منسوب واد البطحاء بشكل مفاجئ، لتغمر مياهه منازل وأزقة قصر المنقارة، خاصة المساكن الطينية الهشة التي لم تصمد أمام قوة الجريان
وتؤكد معاينات ميدانية تناقلتها وسائل إعلام محلية أن السيول تسببت في تلفيات بالبنية التحتية، وانهيار جزئي وكلي لعدد من البيوت، من بينها بناية معروفة محليًا باسم «دار الغازي»، فيما باتت منازل أخرى مهددة بالسقوط في أية لحظة
شهادات من قلب المعاناة
يقول أحد المتضررين، في تصريح مؤثر تداولته صفحات محلية: “عشنا ساعات من الرعب… الماء دخل البيوت، والجدران بدأت تتشقق أمام أعيننا، لا نعرف أين نذهب ولا كيف نحمي أبناءنا.”
وتضيف ساكنة محلية أن العديد من الأسر قضت الليل في العراء أو عند أقاربها، في انتظار انفراج الوضع، في ظل غياب حلول فورية تقيهم تكرار الكارثة.
غضب واتهامات بتدخلات بشرية
في تطور لافت، عبّرت ساكنة قصر المنقارة الجرف، عبر بيان نُشر في وسائل إعلام محلية وصفحات مهتمة بالشأن المحلي، عن استيائها الشديد، معتبرة أن الفيضانات لم تكن نتيجة عوامل طبيعية فقط، بل ساهمت فيها تدخلات بشرية غير قانونية.
وحسب البيان ذاته، فإن هذه التدخلات شملت: “إحداث أربع ضيعات فلاحية داخل مجرى واد البطحاء ومنابع السواگي، رحفر آبار غير مرخصة، وغرس النخيل داخل الملك العمومي المائي”.
وهو ما أدى، حسب الساكنة، إلى تهدم الحائط الوقائي، وحجب عدد من آبار الخطارات، في خرق واضح لمقتضيات قانون الماء رقم 36.15، واعتداء صريح على الحق في السكن الآمن والعيش في بيئة سليمة
مطالب بتحقيق وتدخل عاجل
وأمام هذا الوضع، طالبت ساكنة قصر المنقارة بـ: “فتح تحقيق عاجل ومستقل لتحديد المسؤوليات، ووقف كل أشكال الاستغلال الفلاحي غير القانوني داخل مجرى الوادي، وإعادة تأهيل الخطارات والحائط الوقائي، واتخاذ تدابير استعجالية لحماية السكان من تكرار الفيضانات.
وأكد هؤلاء، أن استمرار الصمت إزاء هذه الخروقات “يهدد مستقبل القصر ويضاعف حجم الخطر”.
بين الخوف والأمل
ورغم قساوة المشهد، يبرز وجه آخر للتضامن، حيث اعتمدت الساكنة، وفق شهادات محلية، على روح التآزر والتكافل بين الأهالي، في انتظار تدخل السلطات المحلية والإقليمية بالوسائل التقنية والآليات الضرورية، وإخلاء المنازل المهددة بالغرق أو الانهيار.
وفي الوقت الذي تعيش فيه قصور المنقارة وتيزيمي وغيرها من قصور الجنوب الشرقي على وقع الخوف، يعلّق السكان آمالهم على أن تتحول هذه الأمطار، بعد زوال الخطر، إلى بشارة خير تنعش الفرشة المائية والزراعات الواحية، شريطة استخلاص السلطات المعنية، وعلى رأسها وزارة التجهيز والماء، التي يقودها زعيم حزب الاستقلال نزار بركة، الدروس واتخاذ إجراءات وقائية تحمي الإنسان قبل كل شيء.
*محمد العلوي الفيلالي -le12
