في خطوة دبلوماسية مفاجئة، ناشد الرئيس الألماني “فرانك فالتر شتاينماير” نظيره الجزائري، عبد المجيد تبون، اليوم الإثنين، من أجل العفو عن الكاتب الفرنسي-الجزائري بوعلام صنصال، الذي يقضي حكماً بالسجن لمدة خمس سنوات في الجزائر.

وجاء هذا الطلب كـ”بادرة إنسانية”، بحسب بيان صادر عن مكتب الرئيس شتاينماير، الذي شدد على أن العفو عن الكاتب سيمثّل “تعبيراً عن روح الإنسانية وبُعد النظر السياسي”.

ويعتبر اعتقال بوعلام صنصال في مطار الجزائر بتاريخ 16 نونبر 2024 مثالا صارخا على الانتهاكات المستمرة للحريات الفردية في البلاد، ويظهر مدى استغلال النظام الجزائري للقوانين لتكميم الأفواه المعارضة.

وكان صنصال قد حُكم عليه في شهر مارس الماضي بالسجن خمس سنوات بتهمة “المساس بوحدة الوطن”، وهي تهمة تتعلق بكتاباته ومواقفه التي غالباً ما تثير الجدل في الأوساط السياسية والثقافية الجزائرية.

وتعود جذور القضية ضدّه إلى تصريحات أدلى بها في أكتوبر لوسيلة إعلام فرنسية يمينية هي “فرونتيير” وتبنى فيها طرحا مغربيا بأنّ قسما من أراضي المملكة اقتطع في ظل الاستعمار الفرنسي وضمّ للجزائر.

ويُعد صنصال من أبرز الروائيين في المشهد الأدبي الفرانكفوني، ومعروف بنقده الصريح للسلطة وتطرفه الديني.

ولم يقتصر طلب الرئيس الألماني على العفو وحسب، بل تضمن عرضاً محدداً يشمل الجانب الإنساني والصحي. فقد عرض مكتب شتاينماير على الرئيس تبون “نقل صنصال إلى ألمانيا و(توفير) الرعاية الصحية له في ألمانيا”.

ويُشير هذا العرض إلى وجود مخاوف بشأن الحالة الصحية للكاتب السبعيني، أو رغبة ألمانيا في لعب دور إنساني فعال في هذا الملف الذي يحظى بمتابعة دولية واسعة.

وحتى الآن، لم يصدر أي تعليق رسمي من الرئاسة الجزائرية أو وزارة الخارجية بشأن طلب العفو الألماني، ويظل مصير بوعلام صنصال معلقاً بقرار سياسي يُفترض أن يوازن بين الاعتبارات الداخلية والضغوط الدبلوماسية الخارجية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *