شهدت جماعة أولاد عزوز بإقليم النواصر، التابع لجهة الدار البيضاء-سطات، صباح اليوم الاثنين، حالة من الاستنفار الأمني، عقب إقدام السلطات المحلية على الشروع في تنفيذ قرار يقضي بهدم مستودع يعود للرئيس السابق للجماعة، محمد قطرب، الذي تم عزله مؤخراً بموجب حكم إداري.
احتجاج غير مسبوق واعتصام فوق البناية
في تطور مفاجئ، قام الرئيس السابق للجماعة بالتصعيد والاعتصام فوق سطح المستودع المهدد بالهدم، محاولاً منع الجرافات من تنفيذ القرار.
وقد أكد محمد قطرب، من أعلى البناية، رفضه القاطع لقرار الهدم، واصفًا إياه بـ”الشطط في استعمال السلطة”، ومشددًا على توفره على “وثائق وأحكام قضائية” تثبت قانونية وضعية بنايته وتدعم موقفه.
كما طالب قطرب بضرورة حضور وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية المختصة للحوار والتوضيح، معلنًا عن ثقته في القضاء واستعداده لتنفيذ أي حكم أو قرار يصدر عن المحكمة.

استنفار أمني وتأكيد على تطبيق القانون
عرفت المنطقة حضوراً أمنياً مكثفاً، شمل عناصر الدرك الملكي والقوات المساعدة وممثلي السلطة المحلية، لضمان تنفيذ قرار الهدم في ظروف آمنة وتفادي أي تطورات خطيرة.
ويأتي هذا التدخل في إطار حملة واسعة تشهدها الدار البيضاء وضواحيها منذ أشهر لمكافحة البناء العشوائي وإعادة تنظيم المجال الترابي، وخاصة المستودعات غير المرخصة المشيدة على أراضٍ فلاحية.
وكانت السلطات المحلية بإقليم النواصر قد أطلقت هذه الحملة بهدف التصدي للانتشار المتزايد للمستودعات التي لا تتوفر على الرخص اللازمة وتستغل في أنشطة اقتصادية وحرفية غير مهيكلة، مع ما يترتب عن ذلك من مخالفات جسيمة في ميدان التعمير، إضافة إلى إضرارها بالبيئة وافتقارها لشروط السلامة.

أبعاد الأزمة.. الصراع بين السلطة والقانون
تُعيد هذه الواقعة إلى الواجهة الجدل حول ملف البناء العشوائي في المنطقة، وتلقي الضوء على التحديات التي تواجهها السلطات في فرض القانون، خاصة عندما يتعلق الأمر بمنتخبين سابقين أو شخصيات نافذة.
وقد سبق لهذه الحملات أن كشفت عن تورط عدد من المنتخبين والمنعشين العقاريين في هذه التجاوزات، ما أدى إلى إحالة ملفات بعض المخالفين على النيابة العامة لمباشرة المتابعات القانونية، بما في ذلك المتعلقة بالتجزيء السري.
ورغم اعتراض الرئيس السابق، فقد باشرت السلطات عملية الهدم تطبيقا للقانون، مؤكدة على ضرورة احترام الضوابط التنظيمية لمجال التعمير وحماية الطابع القروي للمنطقة من التوسع العشوائي.
إدريس لكبيش/ Le12.ma
