هــ.ض ــ الدار البيضاء

لم يتبق على الساعة السادسة من مساء أمس الجمعة سوى دقائق قليلة، كانت الأجواء بحي عين السبع بمدينة الدار البيضاء هادئة جدا، حركة شبه منعدمة، شوارع من قبيل مولاي اسماعيل ومولاي سليمان، وطريق الرباط، لم تألف مثل هذا الهدوء التام وعدم الاكتظاظ، خاصة أن الأمر يتعلق بساعة الذروة، أناس قليلون جدا، يسارعون الزمن من أجل الالتحاق بمنازلهم، تقيدا بالتعليمات الصادرة من وزارة الداخلية بـ”بإلزام المنازل منذ الساعة السادسة حتى إشعار آخر”.

  • عين السبع كيصفر

“خويا راه خاصني نزرب ندخل لداري، أنا باقي خدام والشاف ديال الخدمة مابغاناش نوقفوا النشاط ديالنا حيت مرتابط بإحدى الشركات العالمية، المهم عندي هو نمشي نرتاح ونحمي راسي فداري”، هكذا تحدث (س.ك) 25 سنة محاسب، قبل أن يضيف قائلا: “حنا على الأقل قاريين شوية وواعين وكنلتازموا بالتعلميات، وكنتبعوا الاخبار واخة ماشي بديك الطريقة اللي خصها تكون خاصة على مستوى اللغة.. المغربي خاصك دوي معاه بالدارجة باش يفهمك وشوف تشوف”.

من جاببها قالت (س.م) 23 سنة، إنها تحرص إلى جانب إخوتها على شرح كل جديد لواليدها، مؤكدة أن مسألة “إعلان حالة الطوارئ لم يتقبلها عدد من الأشخاص كبار السن، لكن مع الوقت والشرح تفهموا الوضع وعرفوا أن هادشي راه من أجلهم ومن أجل حمايتهم أولا”.

  • سيدي مومن.. خيطي بيطي

الساعة الآن تشير إلى السابعة و50 دقيقة، نتواجد في منطقة سيدي مومن الشعبي، حان موعد آذان  صلاة العشاء، المساجد مغلقة، على الرغم من مرور حوالي ساعتين على  فرض حالة الطوارئ الصحية، إلا أن المنطقة وخاصة مستوى العبير، واليقين، وجوهرة، والهدى، كانت تعرف حركة من طرف المارة والأشخاص، ما سجلته “le12.ma“، في جولتها هو انعدام كبير لـ”مالين الماسك”، والأشخاص الذين يرتدون الكمامات مقارنة مع حي عين السبع، “هذا راه حي شعبي إلى شراو خبزة ماتقولها لحد”، يعلق أحد البقالة، مضيفا أن أغلب السكان في منطقة سيدي مومن هم من الفئات الفقيرة إلى المتوسطة وأن مسألة “الحجر الصحي هي في صالحهم أكثر، لكن معامن غدوي، خاص واحد اللي يجي يتقدا ماشي العائلة كاملة تگجگج علنا”.

  • شكون شاف المقدم بغينا الورقة

غير بعيد عن سيدي مومن، انتقلنا إلى منطقة الحي المحمدي، الحي الشعبي بدوره، هناك، “وجدنا المخاطفة عند مول الحوانت والهري”، وحتى لدى “صحاب الكرارس ديال الخضرة والفواكه”، “التواصل مع هؤلاء الناس كان ضعيفا، راه هاد الحجر كايسحاب ليهم هو الحبس غاتبقى فدارك وإلى خرجتي غيتيرو فيك، راه العكس هو اللي خاصو يوصل ليهم.” يقول أحد المارة، متسائلا عن سبب غياب السلطات المعنية وعن المقدم الذي سيمنح كل أسرة ورقتهم الخاصة بخصوص التنقل.. “واش مابانش ليكم؟”.

  • فوضى ورقة التنقل

الأصداء التي وصلتنا من منطقة حي مولاي رشيد بمدينة الدار البيضاء أكدت أنه على الرغم من تجاوز ساعة اعلان حالة الطوارئ الصحية بثلاث ساعات، إلا أن بعض المناطق كانت تعرف ازدحاما وتقاربا لصيقا ما بين السكان والمارة بسبب رغبتهم في الحصول على “ورقة التنقل”.

مصادرنا أكدت أنهم لم يستسيغوا “التنقل لأي مكان إلا بورقة وترخيص مسبق، لسبب بسيط هو أن المغاربة مامولفينش، وهادشي جا بالزربة، الخوف من المرض والخوف من يشدك شي حد من السلطات، والخوف من اللصوص اللي كيستغالو مثل هذه الفرص.. خلاهم ينوضو الروبلة للأسف”.

  • هاي كلاس بلا ناس

تركنا الأحياء الشعبية بمشاكلها، واتجهنا إلى مناطق أخرى من قبيل عين الذياب، الذي كان يعرف كل ليلة جمعة “العرارم ديال البشر”، خاصة الذين يرغبون في السهر في “البواط والكباريهات”، اليوم “ولا كيصفر خاوية الدعوة”، أما شوارع أخرى من قبيل الزرقطوني، والجيش الملكي وبوردو، وأنفا، بدورها عرفت حركة شبه منعدمة، مع تسجيل وجود القوات الأمنية المنتشرة والتي تعززت بوحدات الجيش بمدرعاته.

يشار إلى أن وزارة الداخلية فرضت حالة الطوارئ الصحية “كوسيلة لا بد منها” لإبقاء فيروس كورونا “تحت السيطرة”، وجاء ذلك بعد سلسلة من الإجراءات الاحترازية المتسارعة في الأيام الأخيرة شملت تعليق كافة الرحلات الدولية للمسافرين وإنشاء الصندوق الخاص لمواجهة جائحة كورونا، وتداعياتها الاقتصادية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *