في قمة طال انتظارها وتأجلت عن منافسات الجولة الخامسة من البطولة الاحترافية “إنوي”، انتهى ديربي الدار البيضاء بين الرجاء الرياضي والوداد الرياضي بالتعادل السلبي (0-0) على أرضية مركب محمد الخامس.

ورغم الأجواء الجماهيرية الصاخبة والمشاهد الملحمية التي صنعتها فصائل الألتراس في المدرجات، جاء العرض الكروي على المستطيل الأخضر دون مستوى التطلعات، ليخيم “التعادل البارد” على موقعة الغريمين التقليديين.

تميزت المباراة بالتحفظ التكتيكي المبالغ فيه من كلا المدربين، حيث بدت الحسابات الدفاعية ورغبة كل فريق في تفادي الخسارة أكثر وضوحاً من سعيّهما لتحقيق الانتصار.

افتقر اللقاء إلى الإثارة والفرص الحقيقية، واعتمد الفريقان على التمركز الجيد في وسط الميدان، مما حول المواجهة إلى صراع تكتيكي عقيم، غابت فيه اللمسة الأخيرة المؤثرة والحلول الفردية القادرة على كسر التوازن.

شهدت دقائق المباراة الأولى ضغطاً رجاوياً نسبياً، وحاول الرجاء مباغتة الدفاع الودادي ببعض المحاولات الخجولة، لكن تألق الحارس مهدي بنعبيد، الذي كان في الموعد عند كل تسديدة مؤطرة، حال دون اهتزاز الشباك.

وفي المقابل، اعتمد الوداد على محاولات هجومية سريعة عبر الأطراف، لكنها لم تجد طريقها إلى المرمى بسبب التنظيم الدفاعي الجيد للكتيبة الخضراء.

غياب الفعالية الهجومية كان السمة الأبرز للقاء، حيث سيطرت الكرات المقطوعة والأخطاء في التمرير في الثلث الأخير، لينتهي الشوط الأول والثاني بنفس النتيجة الباهتة.

على الرغم من خيبة الأداء الفني، أكدت الجماهير المغربية مجدداً أنها النجم الحقيقي للديربي.

فقد صنعت جماهير الوداد والرجاء لوحات بصرية مبهرة، وشهدت المدرجات استعمالاً مكثفاً للشهب النارية (الكراكاج)، مما أدى إلى توقف المباراة في مناسبات عديدة بسبب الدخان الكثيف الذي غطى أرضية الملعب، ليتحول المركب الرياضي إلى مسرح للحماس الجماهيري الذي لم يعكسه مردود اللاعبين داخل الملعب.

بهذا التعادل، حافظ الرجاء الرياضي على موقعه في مقدمة الترتيب، رافعاً رصيده إلى 12 نقطة في المركز الثاني مؤقتاً، بينما وصل رصيد الوداد الرياضي إلى 11 نقطة في المركز الرابع مع احتفاظه بمباراة مؤجلة.

نتيجة تبقي على الصراع مشتعلاً في قمة جدول البطولة، لكنها تترك مرارة لدى المتتبعين الذين كانوا ينتظرون قمة كروية تليق بسمعة ديربي الدار البيضاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *